تشهد أسواق الإمارات ارتفاعاً في مبيعات الذهب بنسبة كبيرة، رغم التفاوت الملحوظ بين صعود وهبوط أسعار الذهب العالمية، نتيجة لجوء الكثير من البنوك المركزية العالمية لشراء أطنان من الذهب بسبب الأحداث الجيوسياسية الحاصلة. وعلى الصعيد المحلي شهدت الأسواق كثافة في شراء الذهب والحلي والمجوهرات خلال النصف الأول.
وقال توحيد عبدالله، رئيس مجموعة الذهب والمجوهرات في دبي: «توجد أربعة أسباب رئيسية في زيادة الطلب على الذهب في الإمارات منذ مطلع العام، أبرزها؛ انهيار عملات بعض الدول واضطر أفرادها المقيمون إلى استبدال عملة بلدهم الأم بالمعدن النفيس، والسياح الذين جاؤوا لشراء الذهب من الأسواق المحلية، كما ساهم ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم في التوجه إليه، بجوار اعتباره تحوطاً آمناً ضد الصدمات المالية».
تقلبات في الأسعار
وكشف عبدالله، أن أسعار الذهب في الإمارات ارتفعت بقوة منذ مطلع العام وصلت إلى 20%، ثم هبطت 15%، مسجلة تقلبات تصل إلى 35% ما بين شراء وبيع، موضحاً أن الإقبال على الذهب في الصيف سوف ينخفض بنسبة 10% إلى 15% مقارنة مع الفترات الأخرى من العام، بسبب السفر والتزامات العودة للمدارس، لكن السياح يعوضون الشراء بنسبة 5%.
وتوقع رئيس مجموعة الذهب والمجوهرات في دبي، أن يصل سعر الذهب حتى نهاية العام الجاري في حال ارتفعت الفائدة إلى 1850 دولاراً للأونصة الواحدة، قبل أن يرتفع مجدداً إلى نحو 2200 دولار.
وأشار إلى أن 3600 طن من الذهب يتم استخراجه سنوياً من باطن الأرض، يذهب ما يقارب من 65% منه إلى مصوغات يدوية، وبعضها إلى مسكوكات يتم تداولها، وقسم يصمم على شكل سبائك يحتفظ بها الأفراد، وهذه الفئة برزت بنسبة كبيرة خلال العامين الماضيين.
يقول محمد مرهف عبد الفتاح الهبيان، بائع ذهب ومجوهرات: «شهد مطلع عام 2023 طفرات وقفزات قوية صاعدة بسعر الذهب إلى مستويات عالية، ورغم ذلك كان هناك متغيرات قوية ساعدت على كثافة الإقبال من قبل الأفراد على شراء الذهب بنسب تجاوزت 30% عن العام المنصرم».
وأضاف: «في يناير/ كانون الثاني الماضي، بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 نحو 201 درهم، ويصل اليوم وحتى نهاية مايو/ أيار الجاري، 214.50 درهم، أي زيادة وقدرها 7%».
تفضيل عيار 24
الاختيار بين العيارات المختلفة يتعلق بتفضيلات واحتياجات كل فرد، فالبعض يفضلون عيار 24، للعديد من الأسباب، منها، استعماله لأغراض الاستثمار، أو من أجل قيمته الرمزية، كما يُعتبر الأفضل من حيث النقاوة والجودة بين الأنواع الأخرى، ويمكن أن يحتفظ بقيمته على المدى الطويل، ويعتبر ملاذاً آمناً للأموال، ويحتوي على أعلى نسبة من الذهب النقي بنسبة تصل إلى 99.9%.
تغيرات في الأسعار
يقول عبد العزيز سلطان، الشريك والمؤسس لشركة مرمرة لتجارة الذهب: «عادةً ما يتأثر سعر الذهب بعدة عوامل، بما في ذلك العرض والطلب العالمي، والاضطرابات الاقتصادية والسياسية، وتغيرات سوق العملات، وأداء الاقتصاد العالمي بشكل عام. وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي ارتفاع سعر الذهب إلى تقليل الطلب عليه، نظراً لزيادة تكلفة الشراء. ومن الجانب الآخر، قد يشجع ارتفاع سعر الذهب بعض المستثمرين والأشخاص العاديين على شراء المزيد من الذهب كملاذ آمن للحفاظ على قيمة أموالهم في ظل الاضطرابات الاقتصادية».
وأضاف سلطان: «شهد سعر الذهب تغيرات ملحوظة خلال السنوات الماضية، مثلاً، في يناير/ كانون الثاني 2021، كان سعر الأوقية الواحدة نحو 1,820 دولاراً، وفي يناير/ كانون الثاني 2023، شهد سعر الذهب ارتفاعاً كبيراً إلى 2055 دولاراً للأوقية الواحدة، قبل أن يتراجع إلى حوالي 1900 دولار».
وأكد الشريك والمؤسس لشركة مرمرة لتجارة الذهب، أن الذهب بمثابة تحفة تستخدم كحماية ضد التضخم وفقدان القوة الشرائية للعملات، عندما يتوقع الناس زيادة في التضخم أو اضطرابات اقتصادية، يشترون الذهب للتحوط ضد هذه الظروف، مشيراً إلى أن الأحداث العالمية، مثل؛ الأزمات السياسية، والنزاعات، والكوارث الطبيعية تؤثر في الطلب على الذهب. عندما يشعر الناس بعدم اليقين أو الخوف من التوترات العالمية، قد يتجهون إلى شراء الذهب كوسيلة للحماية والأمان.
وتوقع عبد العزيز سلطان أن يشهد الطلب على الذهب زيادة خلال الفترة المقبلة، بسبب وجود عدة عوامل تؤثر في الإقبال، مثل؛ مجوهرات الصيف قلائد الذهب الرقيقة، والأساور، والخواتم الخفيفة والهدايا والمناسبات الاجتماعية، إضافة إلى الطلب السياحي.
