المجلس الوطني الاتحادي

00:49 صباحا
قراءة دقيقتين

مع إعلان اللجنة الوطنية للانتخابات عن قوائم الهيئات الانتخابية، لجميع إمارات الدولة لانتخابات أعضاء المجلس الوطني الاتحادي 2023، والتي ضمت 398879 عضواً بزيادة تصل إلى 18.1% مقارنة مع قوائم العام 2019، واللافت في قوائم هذه الدورة الانتخابية هو زيادة نسبة الإناث على الذكور، إذ بلغت نسبة الإناث 51%مقابل 49% للذكور، وزيادة نسبة الشباب في القوائم الانتخابية إذ وصلت إلى 55% للفئة العمرية من 21 إلى 40 سنة، وهما مؤشران مهمّان بلا شك في تشكيلة المجلس القادمة وفرصة للمشاركة وتمثيل أكبر للمرأة عبر الانتخابات في المجلس، وإعطاء فرصة لدماء شابة للدخول في هذا المعترك في تمثيل الوطن وأبنائه وإضفاء روح شابة على هيكلية المجلس وتصوراته، مما يعني مواكبة اجتماعية وسياسية ووطنية لاحتياجات المستقبل من خلال جيل شاب. من الواضح من خلال المؤشرات الأولية لقوائم الهيئات الانتخابية أن الدولة تسعى وبشكل حثيث إلى ترسخ مفاهيم المشاركة الفاعلة والإيجابية، وغرس مبادئ التمكين بشكل فعال، والبعد المستقبلي المطلوب في منهجية الانتخابات القادمة التي من الواضح أنها ترسخ في كل دورة انتخابية استراتيجية مستقبلية تعتمد على التوازن ومشاركة كل فئات المجتمع ذكوراً ونساءً وفئات عمرية، وهذا بلا شك يخلق قاعدة صلبة للمستقبل ويجدد حيوية المجلس ودوره وأسلوبه في تناول القضايا المختلفة التي تخص الوطن وأبنائه.

لو عدنا للدورات السابقة بنظرة فاحصة قليلاً، لوجدنا بأن الحكومة قد هيأت كل السبل للمجلس الوطني الاتحادي لأداء دوره المنوط به حسب دستور الدولة، بل وأكثر من ذلك في العديد من القضايا، لكن السؤال الملحّ هو مدى تماس بعض أعضاء المجلس في دوراته المختلفة السابقة مع قضايا الوطن والمواطنين ومدى تفاعلهم وتجاوبهم وممارستهم الدور الحقيقي المنوط بهم، ومدى تحقيقهم للوعود التي أعلنوا عنها خلال ترشحهم لانتخابات الدورات السابقة للمجلس، وحتى بعض الأخوة والأخوات أعضاء المجلس الذين الذين جاؤوا بالتعيين، ما مدى مشاركتهم الحقيقية وبفاعلية في مناقشة قضايا الوطن المختلفة خلال اجتماعات المجلس، ومازلنا نتذكر نسبة الصامتين التي أعلن عنها بعد انتهاء دورة المجلس قبل انتخابات 2019، فالوطن والمجتمع بكل مكوناته والحكومة، لا تريد مجرد أشخاص يحضرون الجلسات ويغادرونها دون مشاركة فعلية وفعالة وإيجابية سواء في النقاش أو الطرح أو المبادرة.

الوطن أمانة في أعناقنا جميعاً، ويجب أن نخدمه بكل الوسائل ونعمل على رفعته بكل الطرق، والمجلس ليس مجرد مكان، فهو الذي يمثل الشعب ويعكس وجهة نظره. نتمنى أن تفرز انتخابات المجلس القادم أعضاء أكثر فاعلية لكي يمثلونا فعلاً، قولاً وعملاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wmwvmh5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"