روابط ملغومة

01:04 صباحا
قراءة دقيقتين

حتى أدوات النصب والاحتيال تتطور وتتغير، وتواكب كل جديد في عالم التقنيات والإلكترونيات، لتكون قادرة ومقنعة لجلب مزيد من الضحايا.

هذه هي حال النصابين الذين يلجون وسائل التقنيات الحديثة، للإيقاع بضحاياهم، فلم تعد مسألة سرقة منزل أو شركة، تستدعي، كما في السابق، القفز في الظلمات، بعيداً عن أعين الشرطة وكاميرات المراقبة؛ الأمر أصبح أسهل بكثير، وقد تكون الغنيمة أكبر وطريقة سرقتها أسهل بكثير أيضاً.

هذا هو الواقع اليوم، فعملية السرقة من الحسابات البنكية أو البطاقات الائتمانية، باتت الشغل الشاغل لكثير من القراصنة، وكثير يقعون ضحايا لهذه السرقات في جميع دول العالم، من دون استثناء، ومحظوظ من يتمكن من استعادة ما سرق منه، ولكن الأغلبية في كثير من الدول، يرون أرصدتهم تتبخّر ولا مجال للملاحقة أو الاستعادة، خاصة أن هذه السرقات تتم في الأغلب من خارج الدولة التي يقيم فيها الضحية.

«مؤسسة دبي للمستقبل»، كشفت في تقرير «الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية لعام 2023»، الذي أطلقته خلال القمة العالمية للحكومات 2023، أنه في ظل توقع ارتفاع المعدل السنوي للجرائم الإلكترونية، إلى 15 % من 2022 إلى 2025، فمن المتوقع أن تبلغ الكلف المرتبطة بها 10.5 تريليون دولار، في جميع أنحاء العالم، بحلول عام 2025، بزيادة نحو 300 %، مقارنة بمستويات عام 2015.

وبحسب دراسات عالمية، تُقدر الخسائر السنوية الناتجة عن الجرائم الإلكترونية بتريليونات الدولارات، وأصبحت الهجمات السيبرانية ثالث أكبر اقتصاد في العالم، بعد اقتصادي الصين والولايات المتحدة، وهو ما ينعكس كلفاً كبيرة أيضاً على الشركات والمؤسسات، لحماية مواقعها من الهجوم الغاشم الذي يشنّه القراصنة، إلى جانب ما تتكبّده الدول من وسائل حمائية لمواطنيها، والمؤسسات والدولة بشكل عام.

إلى جانب ذلك، يظهر جلياً أسلوب جديد يسلك الطريقة نفسها، عبر مواقع التواصل، قائم على الابتزاز، كأن يدّعي شخص، عبر رسالة مجهولة بأن لديه معلومات سرية، وصوراً عنك، ويطلب منك التأكد من الرابط المرسل؛ إلى هنا فإن هذا المرسل مدّعٍ وليس لديه أي شيء عنك، ولكن بمجرد الضغط على الرابط، تكون قد فتحت له الطريق، لاختراق هاتفك، والحصول على ما يحويه من بيانات وأرقام، ثم تبدأ رحلة الابتزاز والمطاردة، للحصول على المال، مقابل عدم نشر ما لديه من صور ومعلومات.

بالتأكيد ليس لدى كل البشر أسرار خطيرة، على هواتفهم، ولكن فكرة أن يخترقه أحد، ويرى ما في داخله أمر مستفزّ، لا يرضاه أحد، فيحاول لجمه بأي شكل.

لا تضغط على رابط تجهل مصدره، وتجاهل كل ما يصل إليك، ما دمت لا تعرفه، واحمِ نفسك، قبل الوقوع في شرك لصوص البيانات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9dwk4w

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"