عادي
أسسها باري سيلبرت في 2015

خبايا «ديجيتال كارانسي جروب».. إمبراطورية «البيتكوين» المتصدعة

22:14 مساء
قراءة 4 دقائق
بيتكوين
إعداد: خنساء الزبير

ما أقدمت عليه، شركة «جينيسيس» لوساطة العملات المشفرة من تعليق لعمليات السحب، في خضم الانهيار الذي كان يسيطر على القطاع قبل عام من الآن، أدى إلى تسليط الأضواء بطريقة غير مرغوب فيها على رئيس إمبراطورية «ديجيتال كارانسي جروب»، باري سيلبرت، وهو الرجل الذي يتجنب هذه الأضواء حتى في وسائل الإعلام أو المؤتمرات المتعلقة بمجاله.

وبحسب بياناته الشخصية على «لينكد إن» فقد أسس باري، البالغ من العمر 46 عاماً، هذا التكتل «شركة ديجيتال كارانسي جروب»، في عام 2015؛ بعد أن باع متجر الأصول الخاصة «سكند ماركت» الذي استحوذت عليه « ناسداك» في ذلك العام.

وفي العام 2021 وصل تقييم الشركة إلى 10 مليارات دولار بعد أن باعت 700 مليون دولار من الأسهم في عملية بيع خاصة بقيادة «سوفت بنك» وكان يعمل فيها 66 موظفاً في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 وفي محفظتها أكثر من 200 شركة.

وتوسع التكتل كثيراً؛ فإضافة إلى جينيسيس (المقرض المحاصر) فإنه يتحكم أيضاً في مدير الأصول الرقمية «جراي سكيل» للاستثمارات وهي الشركة التي تقدم أكبر صندوق عملات مشفرة في العالم.

وتُعد «ديجيتال كارانسي جروب» أيضاً الشركة الأم لمزود خدمة تعدين العملات المشفرة «فاوندري ديجيتال»، والناشر الإخباري «كوين ديسك»، وبورصة «لونو»، وغير ذلك.

تُعرف الشركة بقوتها في قطاع العملات المشفرة، وقد تضمنت محفظتها الخاصة على مر السنين الكثير من الكيانات مثل بورصة «كوين بيز» وشركة تصنيع الأجهزة «لدجر» وبنك «سيلفر جيت» الذي يركز على العملات المشفرة.

وربما قوتها هذه كانت الدافع وراء وصولها إلى دائرة الضوء؛ حيث توجد بصماتها في كل مكان؛ لذلك أصبح مدى صحتها موضع تساؤل بعد الانهيار الصادم لبورصة «إف تي اكس» التي كان يقودها الشاب سام بانكمان فرايد. وكانت «جينيسيس» جوهرة التاج لمملكة باري؛ حيث رسخت مكانتها واحدةً من أكبر وأشهر الوسطاء مما جذب الصناديق وصنّاع السوق لاقتراض الدولارات والعملات الرقمية، لتضخيم تداولاتهم.

  • صندوق البيتكوين

اشترى باري عملة البيتكوين لأول مرة في عام 2012 عندما كان القطاع في بداياته، وكان مايكل مورو من بين أوائل موظفي الشركة والذي ترك منصب الرئيس التنفيذي في «جينيسيس» في أغسطس/ آب 2022، إضافة إلى رايان سيلكيس المؤسس المشارك للباحث «ميساري»، وميلتم ديميرورز كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة استثمار الأصول الرقمية المنافسة «كوين شيرز». ونسبياً لم يتأثر نظام شركة «جراي سكيل» بالاضطرابات؛ حيث أسرعت الشركة بإعلان أنه يعمل كالمعتاد؛ ومع ذلك فإنه يواجه مجموعة من المشاكل الخاصة به. وكان يتم تداول صندوق البيتكوين «جراي سكيل بيتكوين ترست»، الذي يدير بيتكوين بقيمة 10.7 مليار دولار، بخصم قياسي على عملة البيتكوين التي يمتلكها؛ نظراً لأن هيكل الثقة لا يسمح له باسترداد الأسهم.

وفي يونيو/ حزيران 2022 رفع الصندوق دعوى قضائية ضد هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بعد أن رفضت الجهات التنظيمية طلب الشركة لتحويله إلى صندوق متداول في البورصة.

ولكن حتى مع الخصم القياسي يُنظر إليه على أنه كان بقرة حلوب تدر النقد لشركة «جراي سكيل»، وبالتالي للتكتل «ديجيتال كارانسي جروب»؛ حيث يفرض الصندوق على المساهمين رسوماً سنوية بنسبة 2%.

وهذا يعني أنه على الرغم من أن الصندوق خسر مليارات الدولارات من حيث القيمة منذ أن بلغ إجمالي الأصول ذروته بأكثر من 40 مليار دولار في نوفمبر 2022 فإن الشركة تجمع أكثر من 200 مليون دولار سنوياً من الرسوم من الصندوق في مستويات الأصول الحالية؛ وفقاً لحسابات بلومبيرغ.

  • تكتل آيل للسقوط

بحسب ما قال الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة جينيسيس، ضرار إسلام، فإن الخطوة التي أقدمت عليها الشركة، ستؤثر فقط في أعمال الإقراض، أما أعمال التداول الفوري والمشتقات وأمانة الحفظ لا تزال تعمل كما هي.

ومع ذلك بدأت مكانة التكتل في الاهتزاز والتصدع بعد أن تأثرت «جينيسيس» بإفلاس صندوق التحوط «ثري أروز كابيتال»؛ حيث كانت جينيسيس أكبر دائن وقع في شرك ذلك الانهيار بعد أن فشل الصندوق في تلبية طلبات الهامش، وتحمل التكتل بعض الالتزامات وقدم مطالبة بقيمة 1.2 مليار دولار ضد «ثري أروز» التي هي قيد التصفية.

وكانت جينيسيس قد ذكرت، قبل انهيار «إف تي اكس»، أن الإقراض انخفض بنسبة 80% في الربع الثالث 2022، واتخذت شركة الإقراض التابعة لها «جينيسيس جلوبال كابيتال» القرار الصعب بالتعليق المؤقت لعمليات الاسترداد وإصدار القروض الجديدة.

وقد تم اتخاذ هذا القرار بسبب الاضطراب الشديد في السوق وفقدان الثقة في القطاع بعد انهيار «إف تي اكس».

ويرى الخبراء أن هنالك العديد من الدروس المستفادة للمستقبل؛ حيث من المرجح أن يرتفع مستوى التحقق أولاً قبل الدخول في التعاملات، ولم يعد من المقبول التعرض بشكل كبير للكيانات الخارجية غير الشفافة؛ بغض النظر عن مدى شعبية مؤسسيها.

  • إعادة هيكلة الوظائف

وسط هذا الاضطراب قام التكتل «ديجيتال كارانسي جروب» بإعادة هيكلة الوظائف العليا لديه وتمت ترقية مارك مورفي إلى منصب الرئيس، من كبير مسؤولي العمليات، كجزء من إعادة الهيكلة التي شملت خروج نحو 10 موظفين من الشركة. وفي ذات الوقت غادر بعض الموظفين والمسؤولين الكبار مكتب التداول في «جينيسيس».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycx6uunf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"