يعيش أهالي نجع سند بقرية العليقات التابعة لمدينة قوص بمحافظة قنا في صعيد مصر حالة من الذعر، بعد إصابة المئات بمرض غريب انتشر داخل القرية.
مياه ملوثة داخل خزانات
بعد تصاعد الاستغاثات وزيادة عدد الحالات، تردد أن هذا المرض هو «حمى الضنك»، وأنه ظهر مع قدوم عدد كبير من السودانيين عقب الأزمة هناك.
من جانبها، كثفت فرق تابعة لإدارة الوقاية ومكافحة العدوى بقنا، من جهودها لتعقيم القرية بعد اشتباه إصابة المئات بحمى الضنك، عقب عودتهم من المصيف في مدينة سفاجا في محافظة البحر الأحمر.
أيضاً أخذ فريق مديرية الصحة والسكان عينات من الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض لتحديد إصابتهم من عدمها. كما تمت مناشدة الأهالي بتعقيم المنازل وعدم تناول مياه ملوثة مخزنة داخل خزانات كونت طحالب أو فطريات.
حقائق علمية حول العدوى
أوضحت مصادر بوزارة الصحة والسكان، أنه لا يوجد من الناحية العلمية ما يؤيد أن المرض الذي أصاب عدداً من أبناء قرية العليقات بمحافظة قنا هو حمى الضنك؛ لأنها تنتقل عن طريق نوع معين من البعوض، ولا تتواجد إلا في ظروف بيئية محددة غير متوافرة في محافظة قنا، كما أن الأعراض التي ظهرت على المرضى لا تشكل نسقاً واحداً، وفقاً لصحيفة الشروق.
وأكدت المصادر أنه ورغم ذلك، تم إرسال فرق مكافحة ناقلات عدوى وترصد وبائي لتقصي الشكوى وسحب عينات من المرضى وأخرى بيئية لمعرفة أسباب المرض.
وأشارت إلى أن تواجد البعوضة وتكاثرها يكون حول المياه العذبة الراكدة، وهناك ارتباط تاريخ ظهورها في محافظة البحر الأحمر فقط بمنطقة القصير وسفاجا، لتوافر الظروف البيئية لتكاثرها خلال فترات معينة، واعتماد مواطني تلك المناطق على مياه الخزانات المكشوفة.
كما أن مرض حمى الضنك لا ينتقل من شخص لآخر، حيث يشترط انتقاله توافر العائل «البعوضة»، ففي حال إصابة البعض نتيجة سفرهم إلى سفاجا لقضاء إجازة الصيف، فلا يمكن انتقال العدوى المرضية منهم للآخرين بالقرية.
المفاجأة أنه من خلال عملية التقصي التي أجرتها الوزارة بالقرية، تبين أن غالبية المرضى بالقرية لم يكن لهم تاريخ سفر أو انتقال خارج القرية مؤخراً.
ما هي حمى الضنك؟
هي عدوى فيروسية تنتقل من البعوض إلى البشر، وهي أكثر شيوعاً في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية.
ومعظم الأشخاص الذين يصابون بحمى الضنك لا تظهر عليهم أعراض، ولكن هناك بعض الأعراض الأكثر شيوعاً تتمثل في الحمى الشديدة والصداع وآلام الجسم والغثيان والطفح الجلدي. كما أن الحالة الصحية لمعظم هؤلاء تتحسّن في غضون أسبوع إلى أسبوعين.
ويُصاب بعض الأشخاص بحمى الضنك الوخيمة، ويلزم إدخالهم إلى المستشفى من أجل الحصول على الرعاية.
ويمكن الحد من خطر الإصابة بحمى الضنك عن طريق تجنب لسعات البعوض، ولا سيما خلال النهار، وتعالج حمى الضنك بمسكنات الألم لأنه لا يوجد علاج محدد في الوقت الحالي.
