ابنِ سُمْعتك وصورتَك

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

الإعلام شريك أساسي في مسيرة التنمية في الدولة، ومحرّك لتطوير الخدمات، وقوة ناعمة للدولة، وتجسد ذلك في رسالة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للقادة في الوصايا العشر، قال: «تواصلْ مع جمهورك باستمرار، مع مجتمعك، مع الإعلام من حولك، ابنِ سمعتك وصورتك، وأخبر العالم عن طموحاتك وقدراتك.. بعض الحكومات تعتقد بأن التواصل الإعلامي وظيفة تكميلية، أقول لهم إنها أساسية ورئيسة، عبر الإعلام تبني صورتك، وترسخ الشفافية في حكومتك».

مع انتشار مواقع التواصل، أصبح دور الإعلام أكثر تعقيداً، بتوصيل المعلومة إلى جمهور المتابعين في اللحظة نفسها، وتستهدف الجمهور المحلي والعالمي، وهذا جعل المؤسسات تركز على إشراك المجتمع وأصحاب المصلحة، حتى أصبح الإعلام اليوم جزءاً رئيساً، ونافذة يستطيع عبرها المجتمع معرفة ما يحدث في المؤسسات، فضلاً عن دوره في مساندة الجهات الحكومية والمجتمع، وإيصال رسالة المؤسسة للمجتمع الخارجي؛ للإضاءة على أهدافها ومبادراتها ومشاريعها.

فالإعلام البنّاء شريك أصيل في مسيرة الدولة نحو المستقبل، والمؤسسات لن تتمكن من تحقيق النجاح المستدام، ما لم تضع يدها بيد الإعلام، والتعامل بشفافية والإفصاح عن الحقائق، للحصول على الدعم الإعلامي، وتحقيق الإنجازات، وهذا ما انعكس بكل وضوح على المؤسسات في الدولة، التي تعمل جاهدة بالتواصل البنّاء مع الإعلام.

ودور الإعلام لا يقتصر على ذلك، بل له دور كبير في تحفيز المجتمع، ومضاعفة العمل والإنتاج، وتعزيز المنافسة النزيهة، والتشجيع على الإبداع، وأصبح الجمهور قادراً على المشاركة في القرارات الحكومية والإجراءات، ليصبح فعالاً في الحكومة، عن طريق الإعلام، الذي يعدّ حلقة وصل بين الحكومة والجمهور، ويطلعهم على برامج تلك المؤسسات وإجراءاتها وفعالياتها ومبادراتها.

وما عزز هذا التفاعل بين الجمهور والمؤسسات مبادرة «العصف الذهني»، فمثال على ذلك، الخلوة الوزارية التي عقدت في ديسمبر/كانون الأول 2013 نتج عنها 65 ألف فكرة واقتراح، وشارك في تلك الخلوة شيوخ ووزراء ومواطنون ومقيمون، بتوظيف وسائل الاتصال والإعلام، للمشاركة الفعالة في العصف الذهني، واعتماد ذلك الأسلوب هو نتيجة تغيير الأدوات والزمن والأحوال في ظل الثورة الرقمية، ما أسهم في تغيير أساليب الحكومة في التواصل مع الجمهور، لتصبح تلك المبادرة أداة مهمة في العمل الحكومي والتواصل مع المجتمع والإعلام.

بناء السمعة المؤسسية عبر الإعلام أداة مهمة لتعزيز دور المؤسسات، وإبراز جهودها، وتعزيز مكانتها محلياً وإقليمياً ودولياً، وتسخير التقنيات الإعلامية الحديثة وقنوات الإعلام الحديث له دور كبير في تعزيز تلك السمعة، لتكون مؤسساتنا صورة حقيقية عن الدولة وسمعتها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yskn52e6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"