الجهود التي تبذلها الدولة والميزانيات المرصودة لسلامة الطرق ومستخدميها في الإمارات عظيمة وكبيرة، ونتاجها المأمول خفض الضحايا لأقل الأرقام الممكنة، وهو ما يشغل بال القائمين على هذا الموضوع ليل نهار، ومنهم شرطة دبي التي أكدت على أهمية نشر الوعي القانوني لكافة السائقين بالتعديلات القانونية المستحدثة والهادفة في المقام الأول إلى المحافظة على الأرواح والممتلكات، وضمان السلامة المرورية في الإمارة وتقليل حوادث السير، وهو ما يتناسب مع المؤشر الاستراتيجي للدولة في تخفيض معدل وفيات حوادث السير لكل 100 ألف من السكان.
يأتي التشدد في بعض المخالفات لخطورة الفعل، وإمكان تسببه في وقوع ضحايا، وهو الأمر الذي يقوّض تلك الجهود؛ لذلك كان لا بد من وضع حد لتلك السلوكيات، خاصة بعد أن علمنا أن شرطة دبي سجلت خلال السنوات الأربع الماضية من عام (2019-2022) وفاة 164 وإصابة 3263 شخصاً، جراء حوادث ناجمة عن 3 مخالفات، هي: تجاوز السرعة المحددة، وقيادة مركبة بتهور وبصورة تشكل خطراً على الأرواح والممتلكات والسلامة المرورية، وبسبب تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، وهو عدد كبير تطلب أن يعاد النظر في تلك المخالفات وتشديد العقوبة المفروضة على مرتكبها في مرونة مطلوبة ومراجعة فرضتها الظروف.
وجاءت التعديلات التي أعلنتها شرطة دبي لتعالج هذا الوضع الاستثنائي، وتعيد الانضباط للطرق، وتحمي أرواح البشر، وشملت التشديد في «قيمة فك حجز» المركبات المُخالفة، وإضافة عقوبة حجز المركبة على مخالفات جديدة في حال ارتكابها من قبل السائقين ممن يُسهمون في تعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، والقيام بسلوكيات خطِرة في شوارع الإمارة، من خلال تنفيذ سباقات واستعراضات وتجمهر، وعبور الإشارات الضوئية بصورة مُتعمدة، وصدم دوريات الشرطة، والقيادة بلوحات مُصطنعة، أو بدون لوحات لإثارة الفوضى وإلحاق الضرر بالمرافق العامة أو الخاصة.
كالتزام فردي ومجتمعي تجاه تلك الجهود علينا اليوم أن ننظر أكثر من أي وقت مضى إلى سلوكياتنا المرورية بعين فاحصة، وأن نكون أشد حرصاً على أرواح مستخدمي الطرق، وأن يكون شغلنا الشاغل إلى جانب الجهات المختصة في الأجهزة الشرطية هو تقليل إحصائيات ضحايا الحوادث على حدودها الدنيا، والسعي لأن تكون صفراً في كل الفئات، مستفيدين من بنية حديثة متطورة، وإمكانات تكنولوجية في المركبات ووعي وإدراك، ومستثمرين تلك العناية التي تتوفر لنا وتسهر على راحتنا، وتراقب كل شاردة وواردة على طرقاتنا، وتعالج كل ظاهرة سلبية تطفو على السطح من قبل أجهزة الشرطة.
[email protected]
