ثقافة الانتخاب

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

مازال البعض يصرّ على أن التقسيم الجغرافي والقبلي يلعب دوراً كبيراً في الانتخابات، كما يصر الكثير على أن المصالح الشخصية والمنافع التي تقدم للناخب قبل الانتخابات مباشرة، هي التي تشجعه وتحدد قراره، إلا أن الوعي النخبوي بتحديد الأنسب- وإن كان لا يرى بالعين المجردة- موجودٌ وتتنامى قاعدته تدريجياً، ونأمل أن تكون الجهود التي قدمتها الجهات المختصة لتعزيز الوعي السياسي خلال الفترات الماضية، قد أثرت وآتت أكلها وزادت وتيرة تقدمه.
وعلى المرشح للانتخابات أن يتهيأ نفسياً للعملية الانتخابية، وأهم ما يمكن أن يضعه في الاعتبار أن أصدقاءه أو من هم في دائرة معارفه، أصواتهم غير مضمونة (بدون زعل) وعليه أن يخفض سقف التوقعات تجاههم من الآن، ويرفع طموحه للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، ولا يعوّل على أحد غير المقربين جداً، ويكون فريقه وينظمه ويحدد مهام كل عضو فيه، وأهم ما يمكن أن يتحلى به المرشح هو ثقته بقدراته ومهاراته التي أهلته للترشح، ومنها يمكن للناخبين تلمّس تلك الثقة والقدرة على الوصول لأصواتهم بسهولة.
كما أن المرشح عليه ألّا يضع قانون (من ليس معي بالانتخابات فهو ضدي في الحياة عموماً)، فالكثير يضعون حدوداً ويقطعون صلاتهم بمن حولهم لعدم تصويتهم لهم، رغم أنها حرية شخصية ولا أحد يستطيع إجبار الآخرين بتحديد قرارهم عمّن يستحق صوتهم؛ لذلك على المرشح أن يجتهد ويسارع في اكتساب الأصوات الأخرى، فلا تقف المسألة عند صوت أو صوتين، مقابل العشرات من الأصوات من خارج دائرة المعارف.
أيضاً وفي أثناء الانتخابات، يظهر البعض قراره بعدم التصويت لأحد، اقتناعاً منه بأنه يستطيع أن يشارك في خدمة وطنه من غير التصويت، رغم أن صوته بتحديد من يتوسم فيه خيراً، يمكن أن يؤثر بشكل كبير، وذلك أفضل من الإحجام عن التصويت، حيث يزيد من فرص وصول الشخص الأنسب إلى المكان الصحيح.
أيها المشارك.. كن في العملية الانتخابية ناخباً ومرشحاً، فعالاً وادعم وطنك بعمليته الانتخابية لاختيار ممثلي الشعب، والمشاركة الإيجابية في الانتخابات واجب وطني، فقرارك يحدد من بيده التغيير للأفضل، ولا تحجم عن المشاركة، واخترْ من لديه القدرة والمهارة على تمثيل الشعب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8t7eru

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"