وأنا أكتب هذه المقالة أقول «الحمد لله على الأسرة، الحمد لله على العقيدة والدين، الحمد لله على وطن يحترم الاختلاف ويرتبط بالقيم، الحمد لله على قادة جعلوا الأخلاق والتعاليم شريعة ومنهجاً والحمد لله على شعب يدرك الصواب من الخطأ، والحمد لله على العقل الذي يميز بين الدخيل والمقبول»، وجب الحمد ووجب الحرص، وجب الخوف وأخذ الحذر؛ فما نمرّ به اليوم أصبح يدق ناقوس الخطر، وينذر بأننا إن لم نصن الداخل، صارت الشروخ كبيرة والصدع أكبر، والمداخل مفتوحة والأبواب مشرعة لكل ما يدمر المجتمعات، وغداً الحياة التي بنيت على ما خلقه الله وأقره في أرضه.
إن ما نراه اليوم من شذوذ ودعوات للإباحية، وقبول ما لا تقبله الفطرة، أصبح مقلقاً، بل إن الغزو الفكري لأفكار هدّامة صارت له وسائل كثيرة لا يمكن حصرها، ومن المشين أن ترى قادة أمم تسمي نفسها «عظمى»، تهوي إلى هذا الدرك، وتطبل لما لا يصح باسم «الحرية الشخصية».
أصبحت الأسرة اليوم في خطر، وأصبحت التربية صعبة مع كل المغريات والانفتاح، وأصبح من يعيش في الخارج لا يأمن حال طفله، وصرنا نرى ما استنكرته البشرية عقوداً، بل استنكروه هم أنفسهم وكالوا له الويل. ومن يسافر كثيراً سيدرك أن الشعوب في الخارج تغيرت، والصور التي نراها اليوم تثير الغثيان، فوجب تثقيف الجيل في حال السفر وحتى في الداخل، وفي غرفته أن ما يراه ليس سوياً، وألا يتقبل الصور والكلمات التي ترنّ في الآذان.
إن الأسرة في مجتمعنا خط أحمر، ولا تقبل التهريج والتطبيل بما يسمى بالحقوق المزيفة لبعضهم دون أن أذكر الفئة، حتى لا نقر بها. أصبح الحِمل على الوالدين في مراقبة أبنائهم أكبر، فهم يؤسسون أسر المستقبل، ويبنون لبنة الاستمرارية والاستدامة لوطننا، لا يمكن أن نغلق كل شيء، ولكن العقول السوية سترفض وتندد حتى في داخلها وتستنكر.
إننا في وقت الفتنة، وعصر صعب لم نر قبله كل هذا التكالب واستباحة ما حُرّم، واستنكار ما وجب، ولا نقول إلا سترك وعفوك يا الله على ما نرى، ولكل من يطبل مع من طبل وانتحل أخلاقهم أقول: انظر إلى نفسك في المرآة واعرف كيف خلقك الله، وفرّق بينك وبين من يختلف عنك. واتّق الله فيما تقول. وأقول لمجتمعنا، لنحرص على ما تربّينا عليه، على قيمنا وحشمتنا وأخلاقنا وديننا، وأن يكون كل شيء في صميم حفاظنا على أسرنا ومستقبل هذا الوطن، ولنكن مرآة سوية مختلقة، متوازنة ومتزنة، وكان الله في عون الآباء والأمهات.
[email protected]
