عادي

«نقطة انطلاق أم مجرد رقم؟»..ماذا بعد اجتماع الفصائل الفلسطينية في مصر؟

22:36 مساء
قراءة 4 دقائق

عقد في مدينة العلمين المصرية، الأحد، اجتماع «الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية»، لمناقشة المشهد السياسي والاتفاق على برنامج مشترك بين مختلف القوى الوطنية، الاجتماع الذي دعا له الرئيس محمود عباس لم يكن هو الأول للفصائل الفلسطينية بمصر،حيث سبق أن استضافت سلسلة من الحوارات الفلسطينية، وباتت الأسئلة التي تطرح نفسها: ماذا بعد اجتماع الفصائل؟، وهل تستطيع التوصل إلى اتفاقات وتفاهمات للمصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام في ظل تحديات كثيرة تتعلق بالقضية الفلسطينية؟، وهل سيكون الاجتماع نقطة انطلاق نحو فتح صفحة جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية، أم أنه سيكون مجرد رقم في سلسلة اجتماعات سابقة؟.

يأتي اجتماع أمناء الفصائل بعد تطورات دامية كان أعنفها في مخيم جنين للاجئين، الذي شهد مطلع يوليو مقتل 12 فلسطينياً وإصابة أكثر من 120 آخرين، خلال العملية العسكرية الإسرائيلية البرية والجوية الواسعة الأخيرة.

وقال طاهر النونو المسؤول في حماس ومستشار زعيمها إسماعيل هنية لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الحركة «تريد توحيد الموقف الفلسطيني والاتفاق على خطة وطنية».

وأكد ثائر نوفل أبو عطيوي مدير مركز العرب في فلسطين، وعضو الاتحاد العام للإعلاميين العرب، أن اجتماع الفصائل الفلسطينية، تعقد عليه آمال كبيرة، مشيراً إلى ضرورة معالجة كافة المشاكل والإشكاليات والقضايا العالقة ذات الشأن الفلسطيني.

وأشار إلى ضرورة ترتيب كافة الملفات الداخلية الفلسطينية، التي من شأنها أن تعيد الشمل الفلسطيني، وأن تعيد للقضية الفلسطينية شأنها وأهميتها ورفعتها في المحافل العربية والدولية، وهذا من خلال ترتيب البيت الفلسطيني بكافة تفاصيله.

وأضاف في تصريحات صحفية، على أهمية وجود رؤية واحدة موحدة للانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية والمحلية، لتكون هناك مقدرة فلسطينية على استحداث بناء نظام سياسي فلسطيني جديد، يخدم القضية وتطلعات شعبنا وفق رؤية واحدة شاملة، تأخذ بكافة أبناء شعبنا وفصائله وساسته إلى مستقبل وطن وغد أفضل وأجمل، عنوانه طريق الحرية وإقامة الدولة المستقلة.

تقويض السلام

وقبيل الاجتماع بأيام، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في أنقرة، الأربعاء.

وأكد أردوغان، على بذل كل الجهود للدفع باتجاه مصالحة فلسطينية، مشيراً إلى أن غياب الوحدة بين الفلسطينيين يصب في مصلحة «أولئك الساعين لتقويض السلام»، وفق ما ذكر مكتب الرئاسة التركية.

وقد توافد قادة وأمناء 14 فصيلاً فلسطينياً إلى مصر، التي تحتضن مجدداً اجتماعاً للفصائل الفلسطينية، تلبية لدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ومن جانبه، دعا الرئيس الفلسطيني إلى تشكيل لجنة من الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، لاستكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها في «اجتماع العلمين» بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

اجتماع آخر قريب

وقال عباس: «أدعو هذه اللجنة إلى الشروع فوراً بإنجاز مهمتها والعودة إلينا بما تصل إليه من اتفاقيات.. وآمل بعقد اجتماع قريب للفصائل في القاهرة لنعلن لشعبنا إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.. وإن اجتماع اليوم يعد خطوة أولى ومهمة لاستكمال الحوار الذي أرجو أن يحقق الأهداف المرجوة قريباً».

وأضاف:«الانتخابات هي وسيلتنا الوحيدة لتداول المسؤولية، والمشاركة الوطنية، وأُعلن هنا لكم وللعالم أجمع، أننا نريد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني اليوم قبل غد، شريطة أن يتمكن أهلنا في القدس الشرقية المحتلة من المشاركة في هذه الانتخابات انتخاباً وترشحاً دون أية معوقات أو عراقيل، كما حصل في الأعوام 1996، و2005، و2006».

وطالب المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بإلزام إسرائيل، لكي تجرى الانتخابات الديمقراطية في القدس.

ولفت إلى أن وحدة الشعب الفلسطيني، وعملنا الجماعي المشترك، ولكي يحقق الأهداف والغايات النبيلة المرجوة منه لشعبنا وقضيتنا، يجب أن يقوم على مبادئ وأسس واضحة، لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وترتيب البيت الداخلي.

وأكد ضرورة وجوب إنهاء الانقسام، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، في إطار دولة واحدة، ونظام واحد، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد، وحكومة واحدة، ومصالح القضية الفلسطينية.

عدة تفاهمات

وكانت حركتا فتح وحماس، قد أبرمتا في السنوات الأخيرة عدة اتفاقات وتفاهمات تنص على إجراء انتخابات وتشكيل حكومة وحدة، ويأمل المراقبون أن يؤتي الاجتماع الأخير ثماره، وألا يكون مجرد رقم في سلسلة اجتماعات.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد أعلن مبادرة في نهاية عام 2021 للمصالحة بين فتح وحماس، وتمكّن في أوائل يوليو/تموز من الجمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإسماعيل هنية في الجزائر العاصمة، في لقاء اعتبر «تاريخياً».

وينص «إعلان الجزائر» على إجراء انتخابات بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2023 لرئاسة الجمهورية وللمجلس التشريعي الفلسطيني الذي يعمل بمثابة برلمان للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية

وتلتزم الفصائل بموجب هذه الوثيقة، بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام لوضع حد للانشقاق الذي يمزق صفوفها. وشارك 14 فصيلاً فلسطينياً في هذا الاجتماع الذي جرى برعاية الرئيس عبد المجيد تبون، بما في ذلك حركتا فتح وحماس.

كمين المخيم

وفي نفس يوم اجتماع الفصائل، قتل ما لا يقل عن 6 أشخاص في اشتباكات مستمرة منذ السبت بمخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بحسب«رويترز».

وقُتل قيادي في حركة فتح يوم الأحد، وجُرح عدد من مساعديه في كمين بمخيم عين الحلوة المكتظ باللاجئين قرب مدينة صيدا الساحلية جنوب لبنان.

وقال شاهد إن بعض المتاجر أغلقت أبوابها يوم الأحد، وفر البعض من المخيم مع تصاعد الأعمال القتالية بين الجماعات المتناحرة. وقال الجيش اللبناني إن قذيفة هاون سقطت داخل أحد المراكز العسكرية، ما أدى إلى إصابة جندي.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى«أونروا»، التي تقدم خدمات أساسية لنحو 50 ألف شخص يعيشون في عين الحلوة، تعليق جميع عملياتها في المخيم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yb55zuc8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"