عادي
بوركينا فاسو ومالي تعتبران التدخل بالنيجر إعلان حرب عليهما

فرنسا تجلي رعاياها وأوروبيين من النيجر.. وتستثني جنودها

01:24 صباحا
قراءة 3 دقائق
الرعايا الفرنسيون يتجمعون أثناء انتظار نقلهم جواً إلى فرنسا على متن طائرة عسكرية فرنسية، في المطار الدولي في نيامي (اب)

شرعت فرنسا في إجلاء رعاياها ومواطنين أوروبيين من النيجر، لكنها قالت إن إجلاء الجنود الفرنسيين المتمركزين في النيجر «ليس على جدول الأعمال». فيما قالت مالي وبوركينا فاسو المجاورتين للنيجر إن أي تدخل خارجي في النيجر «سيُعد إعلان حرب عليهما».

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا: «بالنظر إلى الانقلاب العسكري في النيجر، قررنا تمكين المواطنين الفرنسيين الذين يرغبون في مغادرة النيجر من فعل ذلك» وكذلك، أعلنت إسبانيا، وإيطاليا، والمانيا، فيما أعلن البيت الأبيض أنه لن يحذو حذو فرنسا بإجلاء مواطنيه من النيجر في الوقت الراهن، مشيراً إلى عدم وجود خطر داهم.

وقد بدأت عملية إجلاء الفرنسيين، أمس الثلاثاء، وهي المرة الأولى التي يجري فيها إجلاء ضخم للفرنسيين في منطقة الساحل، حيث وقعت انقلابات أخرى في مالي وبوركينا فاسو منذ عام 2020.

ويوجد حالياً حوالي 600 فرنسي في النيجر. وسيتمّ الإجلاء على أساس طوعي وفي طائرات نقل عسكرية صغيرة غير مسلحة.

نصائح بالمغادرة

كذلك، أعلنت إيطاليا أنّها مستعدّة لإجلاء 90 شخصاً من بين 500 إيطالي معظمهم جنود في النيجر، فيما نصحت ألمانيا رعاياها في نيامي بالمغادرة. وكان مئة مواطن فرنسي ينتظرون إجلاءهم امس بحضور جنود فرنسيين من النيجرز

وجاء في رسالة وجهتها السفارة الفرنسية إلى مواطنيها «مع تدهور الوضع الأمني في النيجر وفي ظل الهدوء النسبي في نيامي، يتم التحضير لعملية إجلاء جوي». وبرّرت وزارة الخارجية الفرنسية قرار الإجلاء «بأعمال العنف التي تعرضت لها سفارتها، وإغلاق المجال الجوي الذي يحرم رعايانا من أي إمكانية لمغادرة البلاد بوسائلهم الخاصة». وأوضحت أن «الإجلاء الذي بدأ امس الثلاثاء، يشمل أيضاً رعايا أوروبيين يرغبون في مغادرة البلاد».

عودة الحياة

في الأثناء، ورغم هطول أمطار غزيرة في نيامي، استؤنفت الأنشطة تدريجياً، ولم يظهر سوى عدد قليل من سيارات قوات الأمن. وقال كثير من الفرنسيين إنهم لا يريدون مغادرة النيجر في هذه المرحلة. وكتب مواطن فرنسي يعمل في منظمة إنسانية في البلاد لم يرغب في كشف اسمه في رسالة «في الوقت الحالي، سأبقى هنا!»، في حين بدأ آخرون حزم أمتعتهم.

وقال حميدو علي البالغ 58 عاماً، «ليس لدينا مشاكل مع الفرنسيين» ولا مع «المواطنين الأوروبيين، لدينا مشاكل مع الحكومات الأوروبية». ويبدو أن فرنسا، قوة الاستعمار السابقة في منطقة الساحل والداعمة للرئيس بازوم، هي الهدف الرئيسي للعسكريين الذين يتولون السلطة في النيجر بعدما أطاحوا محمد بازوم.

واتهم هؤلاء العسكريين فرنسا بالسعي إلى «التدخل عسكرياً» في النيجر الأمر الذي نفته وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا.

وأكّد الانقلابيون في النيجر أن إطلاق الغاز المسيل للدموع «أدى إلى إصابة ستة أشخاص، نقلوا إلى مستشفيات» في العاصمة. وتوعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الانقلابيين بالرد «فوراً وبحزم» على أي هجوم يستهدف مواطني فرنسا ومصالحها في النيجر.

واعتبرت المفوضية الأوروبية أمس أنه «لا خطر» على إمدادات الاتحاد الأوروبي من اليورانيوم بعد الانقلاب في النيجر، الدولة التي تمثّل ربع الإمدادات الأوروبية، بسبب المخزونات الموجودة بالفعل. وتنشر فرنسا نحو 1500 جندي في النيجر بينما تنشر الولايات المتحدة 1100 جندي يشاركون في القتال ضد التنظيمات الارهابية.

«إعلان حرب»

وفي مؤشر إلى التوتر الاقليمي، حذّرت السلطات في واغادوغو وباماكو في بيان مشترك من أن أي تدخل عسكري في النيجر لإعادة بازوم إلى الحكم سيكون بمثابة «إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي».

وأعربت حكومتا البلدين عن تضامنهما مع الانقلابيين في النيجر بقيادة الجنرال عبد الرحمن تياني. وأتى هذا التحذير بعدما هددت دول غرب إفريقيا باحتمال استخدام «القوة» في النيجر وهو تهديد لقي دعماً من شركاء هذه الدول الغربيين ومن بينهم فرنسا التي يتهمها الانقلابيون في النيجر بالسعي إلى «التدخل عسكريا» وهو أمر نفته باريس.(وكالات)
إطلاق نار قرب قاعدة جوية في بوركينا فاسو
أكد مصدر حكومي في بوركينا فاسو أمس الثلاثاء، أن إطلاق النار الكثيف الذي سمع في وقت مبكر صباحاً قرب قاعدة جوية في وسط العاصمة واغادوغو، كان إجراء «تحذيرياً». وقال المصدر «كان إطلاق نار تحذيرياً بعد رصد شخص ضمن النطاق الأمني لمنطقة القاعدة الجوية»، مؤكداً أن سلطات الأمن ستوفّر معلومات «عن الوضع ودوافع هذا التهور».
وأوضح مصدر أمني في وقت سابق أن «الأمر يتعلق بحادث مؤسف يقتصر على القاعدة الجوية» من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل. وأكد أن «الوضع تحت السيطرة».
وبعد توقف مؤقت، عادت حركة السير وإن كانت بخجل، بعد إطلاق النار. وأتى إطلاق النار الكثيف هذا بعد عشرة أشهر من ثاني انقلاب تشهده البلاد في أقل من عام، ووسط تمرد جهادي ينهك الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.
(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3werme87

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"