عادي

إيلون ماسك يدمج «برازيليين أصليين» في «القرية الواحدة»

16:52 مساء
قراءة دقيقتين

في منطقة بعيدة في الأمازون البرازيلية، يستخدم فرد من مجموعة سكان أصليين شبكة «تيك توك» للمرة الأولى.. وتُسَمع فجأة ضحكات هذا الرجل الموشوم برسوم مُشابهة لجلد نمر جاغوار بعد مشاهدته مقطع فيديو مُعنون «لو كنتُ غنياً».

وأخيراً، أحرزت مجموعة ماتسيه من السكان الأصليين، وهي من بين أكثر المجموعات عزلةً في منطقة الأمازون، تقدماً كبيراً نحو الحداثة مع وصول شبكة نظام «ستارلينك» للأقمار الاصطناعية التي توفّر خدمة الاتصال القمري بالإنترنت والتي طوّرتها شركة «سبايس إكس» التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، ليدخلوا بذلك عالم«القرية الواحدة».

وفي قرية نوفا إسبيرانسا الواقعة في وادي جافاري، ركِّب صحن لاقط يعمل بالطاقة الشمسية على سطح إحدى المدارس.

وستُتاح شبكة الانترنت للسكان المئتين في هذه القرية التي تبعد أكثر من 500 كيلومتر وثلاثة أيام بالزورق عن أي منطقة حضرية، في امتياز يُمنَح للمنطقة الواقعة في شمال غربي البرازيل على الحدود مع البيرو وكولومبيا.

ومجموعة ماتسيه هي إحدى المجموعات السبع «التي يتواصل أفرادها مع الخارج» في جافاري، ثاني أرض تابعة للشعوب الأصلية في البرازيل مع مساحة تبلغ 8.5 مليون هكتار وحيث تعيش 19 مجموعة من السكان الأصليين في عزلة طوعية.

ويعود تاريخ أول اتصال طويل لمجموعة «ماتسيه» بالحداثة إلى سبعينات القرن الفائت. وأفراد هذه المجموعة معروفون بالوشوم واكسسوارات الوجوه المصنوعة من العظام والعاج.

وعلى ضفاف نهر جافاري حيث ينتشر الصيادون غير الشرعيين وتجار المخدرات والقراصنة الذين يهاجمون السكان الأصليين باستمرار، قد تعزز شبكة الإنترنت الأمن.

واستفاد المجرمون بدورهم من الإنترنت، فبين فبراير/شباط ومطلع يوليو/تموز الماضي، صادرت وكالة البيئة البرازيلية «إيباما» 11 علبة معدات لستارلينك من عمال مناجم غير شرعيين في محمية يانومامي على مسافة نحو 1400 كيلومتر شمال شرقي جافاري.

ولأسباب أخرى، لا يخفي أفراد مجموعة ماتسيه قلقهم من إتاحة الإنترنت في منطقتهم. وبمجرد تركيب الصحن اللاقط، يدعو المسنون في المجموعة إلى اجتماع طارئ يقررون خلاله قطع الإنترنت مساءً عن السكان باستثناء المعلمين والموظفين الصحيين والمسؤولين.

ويقول بيني مايورونا، رئيس المنظمة العامة لمجموعة ماتسيه التي تتخذ مقراً لها في أتالايا دو نورتيه، إنّ «الإنترنت تجعل الشباب غير مهتمين بالنشاطات التقليدية، ويحجمون عن مساعدة أمهاتهم في قطف المحاصيل، إذ لا يذهبون إلى الحقول بسبب انشغالهم بالهواتف المحمولة التي يستخدمونها لمشاهدة مقاطع الفيديو، وهذا أمر مقلق جداً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/8xpyznjh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"