عادي

انتهاء مهلة «إيكواس».. انقلابيو النيجر يهدّدون ولا مؤشرات للتدخل

18:35 مساء
قراءة 4 دقائق

الخليج - متابعات

انقضت المهلة التي حددتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس» لقادة الانقلاب في النيجر، لتسليم السلطة أو مواجهة احتمال استخدام القوة، وسط دعوات غربية لتمديدها وغياب أي مؤشر لتدخل عسكري.

وصرّح إيموس لونجو متحدث «إيكواس» لـ«رويترز»، الاثنين، بأن التكتل الإقليمي سيعقد قمة في العاصمة النيجيرية أبوجا الخميس لمناقشة انقلاب النيجر.

ومع انتهاء المهلة أغلق الانقلابيون في النيجر المجال الجوي للبلاد، وهددوا بأن أي محاولة لخرقه ستواجَه برد قوي وفوري.

وكانت «إيكواس» أمهلت العسكريين أسبوعاً انتهى، الأحد، لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه، وفكّ الاحتجاز المفروض عليه منذ انقلاب 26 تموز/ يوليو.

ورغم أن قادة جيوش هذه الدول وضعوا الأسبوع الماضي إطار تدخل عسكري محتمل، فقد أكد مصدر في المنظمة أن خطوة كهذه لن تحدث على الفور.

وأوضح المصدر أنه من المقرر أن يعقد قادة دول غرب إفريقيا اجتماعاً «خلال الأيام المقبلة» لدراسة الخطوات اللاحقة.

وأثار الانقلاب وسبل التعامل معه انقساماً في إفريقيا والعالم، ففي حين أدانته العديد من الدول الغربية تتقدمها فرنسا، حذّرت دول مجاورة أبرزها الجزائر من خطورة أي تدخل عسكري.

إعلان حرب

من جهتها، اعتبرت مالي وبوركينا فاسو، اللتين يحكمهما العسكر نتيجة انقلابات سابقة أن أي تدخل في النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب عليهما.

ويتوجه وفد مشترك من البلدين إلى النيجر للتعبير عن التضامن معها.

وقال أحد أركان المجلس العسكري في مالي الكولونيل عبد الله مايغا إن بوركينا فاسو ومالي بصدد إرسال وفد إلى نيامي يرأسه وزير مالي، الهدف منه إظهار تضامن هذين البلدين مع شعب النيجر الشقيق.

ووفق وزارة الخارجية في النيجر، يتوقع وصول الوفد في وقت لاحق، الاثنين.

تمديد المهلة

وفي محاولة لمنح الدبلوماسية مجالاً إضافياً، أيّدت روما وبرلين تمديد المهلة الإفريقية لانقلابيي النيجر.

وأعرب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في مقابلة نشرتها صحيفة «لا ستامبا»، الاثنين، عن أمله تمديد المهلة، مضيفاً: «يجب إيجاد حل.. ما زال يمكننا إيجاد حل غير الحرب».

وشدد على أنه لا يمكن لأوروبا أن تتحمل مواجهة مسلحة.. لا ينبغي أن يُنظر إلينا على أننا مستعمرون جدد.

من جهته، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر أن إيكواس شددت على أنها ستستنفد أولاً جهود الوساطة، وأضاف قائلاً: نعتقد أن جهود الوساطة ما زالت في بدايتها، لأن العقوبات بدأت للتو تؤتي ثمارها.

وأشار إلى عدم وجود آلية تلقائية بين انتهاء المهلة والذهاب نحو التدخل العسكري، مشدداً على أن ألمانيا تأمل أن يتجاوب الانقلابيون مع جهود وساطة الاتحاد الإفريقي و«إيكواس»، ونحن على تواصل وثيق مع المنظمتين بشأن الخطوات المقبلة.

إغلاق المجال الجوي

وسبق هذه المواقف إعلان قادة المجلس العسكري في النيجر إغلاق المجال الجوي للبلاد مع نهاية مهلة «إيكواس».

وجاء في بيان للعسكريين وفقاً لـ«فرانس برس»: «في مواجهة التهديد بالتدخل الذي بدأت تتّضح معالمه انطلاقاً من استعدادات البلدان المجاورة، أغلق المجال الجوي للنيجر اعتباراً من اليوم الأحد أمام جميع الطائرات، حتى إشعار آخر».

وشدد البيان على أن أي محاولة لخرقه ستواجه برد قوي وفوري.

وسبق للانقلابيين في نيامي أن تعهدوا برد فوري على أي عدوان.

وفي بيان منفصل، قال «المجلس الوطني لحماية الوطن» الحاكم الآن، والذي يضم العسكريين الذين استولوا على السلطة: «إن انتشاراً مسبقاً استعداداً للتدخل جرى في بلدين في وسط إفريقيا». دون تحديد هذين البلدين.

وحذّر البيان أن أي دولة مشاركة ستعتبر طرفاً في القتال.

وفي وقت مبكر الاثنين، لم يسجّل تحليق أي طائرة في أجواء النيجر، وفقاً لموقع «فلايت رادار 24» لتتبع الرحلات.

هدوء في نيامي

وساد الهدوء شوارع نيامي، الاثنين، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس، غداة احتشاد نحو 30 ألفاً من مؤيدي الانقلاب، في عرض قوة، قبيل انتهاء المهلة، ملوحين بأعلام النيجر وروسيا وبوركينا فاسو.

ووصل أعضاء من «المجلس الوطني لحماية الوطن» إلى مكان التجمع في قافلة سيارات رباعية الدفع، واستقبلهم الحشد بحرارة.

وتحدّث الجنرال محمد تومبا، الرجل الثالث في المجلس العسكري، مندّداً بمن يتربصون في الظل، ومن يُخططون لتخريب مسيرة تقدم النيجر إلى الأمام.

الإفراج عن وزيرة

وفي حين يبقى الرئيس بازوم محتجزاً منذ الانقلاب أفرج العسكر عن وزيرة المناجم أوسيني حديزاتو الأحد لأسباب طبية، بحسب ما أفاد مقرّبون منها.

وكانت حديزاتو أُوقفت مع غيرها من المسؤولين، ضمن ما عدّه الحزب الحاكم اعتقالات تعسفية نفّذها الانقلابيون.

وأكد مصدر مقرّب من الحزب أن كل الشخصيات الأخرى من وزراء ومسؤولين سياسيين ما زالوا موقوفين.

وبعد الانقلاب، أعلنت دول عدة تعليق مساعداتها التنموية للنيجر، التي تُعد من أكثر بلدان العالم فقراً رغم مواردها الطبيعية، خصوصاً اليورانيوم.

وتواجه البلاد نشاطاً لمجموعات إرهابية خصوصاً «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة الساحل الإفريقي.

وشددت مجموعة من الباحثين المتخصصين في شؤون الساحل على ضرورة الحيلولة دون السيناريو الكارثي لاندلاع حرب في النيجر، في رسالة نشروها في صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية نهاية الأسبوع.

قرار باطل

وأضاف الباحثون أن هذه الحرب لن يخرج منها سوى منتصر وحيد: الحركات الإرهابية التي تبني منذ أعوام توسعها الميداني على حساب انهيار الدول.

وأجلّت دول أوروبية أبرزها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا المئات من رعاياها في الأيام الأخيرة من النيجر.

وقد أعلن الانقلابيون في النيجر إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري والأمني مع باريس، التي تنشر 1500 عسكري في النيجر. واعتبرت فرنسا أن القرار باطل لافتقار أصحابه إلى الشرعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yr5djwsn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"