إعداد: هشام مدخنة
سجلت المؤشرات الرئيسية الثلاثة في «وول ستريت» خسائر أسبوعية حادة بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية القوية التي تسببت في تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة ورفع عوائد السندات الحكومية.
وانخفض «داو جونز» بنسبة 2.2% في أسوأ مستوى له منذ مارس/آذار، ليغلق أدنى من المتوسط المتحرك لمدة 50 يوماً، وعادةً ما يكون هذا إشارة هبوطية للمستثمرين. فيما خسر «إس آند بي» 2.1% متراجعاً للأسبوع الثالث على التوالي في سلسلة لم تحدث منذ فبراير/شباط. أما «ناسداك المركب» فقد أنهى أكبر انخفاض أسبوعي له بين المؤشرات الثلاثة، وبنسبة 2.6%، لتكون المرة الثالثة توالياً من النزيف، في استثناء لم يحدث منذ ديسمبر/كانون الأول 2022.
ومع عدم وجود محفزات رئيسية تقود الأسواق، ووسط تراجع أسهم النمو الكبيرة مع انخفاض «ألفابيت» و«تيسلا»، يتطلع المستثمرون إلى خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الجمعة، المقبل في ندوة جاكسون هول، وعينهم أيضاً على شركة «إنفيديا» العملاقة للرقائق التي ستفصح عن أرباحها.
عائد ال 10 سنوات
في السياق، ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، الخميس، إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022. وجاءت الحركة الصعودية بعد يوم من إصدار محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشهر يوليو/تموز، والذي أشار إلى أن المزيد من رفع أسعار الفائدة قد يكون متاحاً في المستقبل مع استمرار مخاوف التضخم.
مع ذلك، تراجعت العوائد من أعلى مستوياتها، الجمعة، مع انخفاض سعر الفائدة على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنحو 5 نقاط أساس عند 4.25%.
الأسهم الأوروبية
هبطت الأسواق الأوروبية، الجمعة، إلى أدنى مستوى لها في ستة أسابيع، متتبعة المعنويات العالمية «الحذرة»، ومتأثرة كذلك بالبيانات المالية والرعاية الصحية وسط مخاوف بشأن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول على مستوى العالم، حيث يُقيّم المستثمرون مستقبل السياسة النقدية والمخاوف الجديدة بشأن قطاع العقارات في الصين.
وأدى ارتفاع عائدات السندات إلى الضغط على الأسهم هذا الأسبوع، حيث سجل مؤشر «ستوكس 600» لعموم أوروبا تراجعاً أسبوعياً بأكثر من 2%، ليغلق جلسة الجمعة على انخفاض بنسبة 0.6%، معوضاً بعض خسائره السابقة. كما أنهى مؤشر الأسهم القيادية الأوروبي جلسة الخميس منخفضاً 0.9% بعد محضر اجتماع الفيدرالي الأخير ورفع الفائدة المتوقع.
وتراجعت أسهم شركات التعدين بنسبة 1.5% وبنسبة أقل أسهم التجزئة عند 1.2%، كما انزلقت جميع القطاعات والبورصات الرئيسية تقريباً إلى المنطقة السلبية.
كما انخفض مؤشر «FTSE 100» الرائد بنسبة 0.7% بعد أن أظهرت البيانات تراجعاً حاداً في مبيعات التجزئة البريطانية أكثر مما كان متوقعاً في يوليو.
إفلاس «إيفرغراند»
وما عكّر صفو التوقعات الاقتصادية أكثر، تقديم مجموعة «إيفرغراند» العقارية الصينية العملاقة طلب حماية من الإفلاس في الولايات المتحدة، بعدما فشلت حزمة من الإجراءات التي اتخذتها الجهة المنظمة للأوراق المالية في الصين لإحياء سوق الأوراق المالية المتدهور بتعزيز ثقة المستثمرين في ضوء تباطؤ الاقتصاد الأوسع.
وانخفضت أسهم بنك «إتش إس بي سي»، أكبر بنك في أوروبا، وأسهم «برودينشيال» في المملكة المتحدة، واللذان يعملان أيضاً في الصين، 1.4% و3.2% على التوالي، وقلص «باركليز» سعره المستهدف على الأخير.
وأظهرت البيانات أن التضخم في منطقة اليورو قد تباطأ أكثر، وحتى ضغوط الأسعار الأساسية بدت وكأنها قد بلغت ذروتها، ما خفف الضغط على البنك المركزي الأوروبي لمواصلة رفع أسعار الفائدة بعد أسرع دورة لرفع الأسعار على الإطلاق.
وقال كيران جانيش، الرئيس العالمي لاتصالات الاستثمار في «يو بي إس»: «تتعرض تقييمات سوق الأسهم لبعض الضغوط مع وصول عائدات السندات إلى مستويات قياسية جديدة في عدة سنوات». مضيفاً، «ربما يكون من السابق لأوانه إعلان الانتصار على التضخم، فمؤشرات الأسواق تثبت أن الاقتصاد لا يزال مرناً ومن غير المرجح أن تضطر البنوك المركزية إلى خفض أسعار الفائدة العام المقبل».
الأسهم الآسيوية
في غضون ذلك، تراجعت أسواق آسيا والمحيط الهادئ، الجمعة، بعد بيانات التضخم اليابانية لشهر يوليو، والتي انخفضت إلى 3.1% من 3.3% في يونيو. فضلاً عن تأثير الضربات الجديدة على قطاع العقارات في الصين.
وانخفض مؤشر «نيكاي 225» الياباني بنسبة 0.55% لينهي أربعة أيام من الخسائر في الجلسات الخمس الماضية، في حين أغلق مؤشر «توبيكس» سلباً ب 0.7% بعد صدور قراءة التضخم.
وتراجع مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ بنسبة 1.97% في الساعة الأخيرة من التداولات، وخسر مؤشر «CSI 300» في البر الرئيسي بنسبة 1.23% ليغلق عند 3784 نقطة.
وفي أستراليا، ارتفع مؤشر «S&P / ASX 200» بشكل هامشي وأنهى جلسة الجمعة عند 7148.1 نقطة. فيما اختتم مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية جلسات الأسبوع هبوطاً بنسبة 0.61% عند 2504.5 نقطة، ومسجلاً خسائر لليوم السادس على التوالي. وخسر مؤشر «كوسداك» 0.98% ليغلق عند 877.32 نقطة.
