عام بلا حوادث

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

عام بلا حوادث، الواقعة غريبة بالنسبة لأي عربي يقرأها، خصوصاً إذا كان من الشباب المتهورين، لكنها في الواقع حلٌّ أو عقاب يستحق أن نتأمله ونعجب به، ونتمنى أن يتم تطبيقه لكي يكون درساً لمن يشاء أن يتعظ ويتعلم قبل فوات الأوان، حيث أقدمت الشرطة الأسترالية قبل أيام على «تحطيم سيارة شاب قاد بسرعة جنونية بلغت ٢٥٣ كيلومتراً في الساعة، على طريق محددة سرعتها القصوى فيه ١١٠ كيلومترات في الساعة»، وكأنه أراد تجسيد معنى القيادة المجنونة وبأقصى درجات التهور وانعدام المسؤولية، وتحقيق واحدة من أعلى السرعات على الإطلاق التي تم اكتشافها على طرق جنوب أستراليا.
الشاب الذي لم يتجاوز العشرين عاماً، والذي ارتكب الكثير من المخالفات، يواجه اليوم حكماً بالسجن سبعة أشهر بتهمة تهديد تعريض حياته وحياة الآخرين للخطر، مع حرمانه من حقه في القيادة بعد خروجه من السجن، والأهم أنهم قاموا بتحطيم سيارته والتي تبلغ قيمتها نحو عشرين ألف دولار بشكل كامل، تطبيقاً لقانون جنوب أستراليا، والذي يقضي «بتحطيم أو بيع سيارات السائقين المتهورين الذين يتسببون بحوادث كارثية.. وأحياناً يتم بيع السيارات المحجوزة في مزاد على أن يعود ثمنها إلى صندوق تعويض ضحايا الحوادث أو عائلاتهم.
هذه الواقعة تتصادف مع إطلاق المجلس المروري الاتحادي، المبادرة الوطنية «يوم بلا حوادث»، مع بدء العام الدراسي الجديد، والتي يكافئ فيها الملتزمين بالمشاركة بالمبادرة، بخصم أربع نقاط مرورية سوداء.
مبادرات الإمارات متواصلة، ومن خلالها تمكنت من خفض عدد الوفيات على الطرقات، وفق ما تؤكده إحصاءات السلامة على الطرق والتي تقوم بها وزارة الداخلية، حيث انخفضت أعداد الوفيات على الطرقات عام ٢٠٢٢ بنحو ١٠٪ مقارنة بالعام ٢٠٢١، وبلغ العدد ٣٤٣ حالة وفاة مقابل ٣٨١ حالة في ٢٠٢١.
ما زال لدينا حوادث، ومازال الوضع يحتاج إلى مزيد من التوعية والجهود، وكأن الإنسان يرفض أن يرضخ لقوانين السلامة في القيادة، مهما شاهد أو سمع عن حوادث مؤسفة تتسبب بوفاة مارة أو سائقي وراكبي سيارات، ومهما انفطر قلبه لقصص دمرت أُسَراً أو شوّهت أشخاصاً وغيرت مسار حياتهم وربما أقعدتهم عن الحركة.
نحتاج إلى تهذيب سلوكيات الناس منذ الطفولة، وتعليمهم مخاطر القيادة وأهمية الالتزام بقوانينها ليحفظوها وهم على مقاعد الدراسة، وتكرارها على مسامعهم واختبارهم في قائمة أسئلة بشكل سنوي، قبل بلوغ السن القانونية والتي تسمح لهم بالقيادة وتحمل مسؤولية أنفسهم والآخرين في الشارع.
«يوم بلا حوادث» هو إضافة إيجابية على قائمة المبادرات التي تطلقها الإمارات كل عام للحد من الحوادث، خصوصاً من أجل توعية السائقين وأولياء الأمور والطلبة قبل انطلاق العام الدراسي، علَّه يكون عام سلام لا يسجل فيه أي حادث مروري.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yns6mkw6

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"