عادي
تبحث توسيع عضوية المجموعة وزيادة استخدام العملات المحلية بديلاً عن الدولار

قمة «بريكس» تنطلق اليوم في جنوب إفريقيا لكسر الهيمنة الغربية

01:03 صباحا
قراءة 3 دقائق

تستضيف جنوب إفريقيا قمة مجموعة بريكس في جوهانسبرغ اليوم الثلاثاء، وتستمر لمدة ثلاثة أيام، يبحث خلالها المجتمعون احتمالات توسيع عضوية المجموعة مستقبلاً، والعمل على إرساء نظام دولي متعدد الأقطاب يكسر هيمنة القوى الغربية.

وتأتي هذه القمة، التي يغيب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسيشارك بكلمة مرئية، في ظل متغيرات وتحولات دولية بالغة الصعوبة ومخاض عسير لمرحلة جديدة تشهد نهاية عالم القطب الواحد. وتستهدف النسخة ال 15 لمجموعة «بريكس»، التي تتولى الرئاسة الدورية فيها جنوب إفريقيا، إعادة تشكيل العلاقات الدولية والتخلص من سيطرة القطب الواحد.

ويتصدر جدول أعمال القمة قضية توسيع العضوية والمبادئ الحاكمة، إضافة إلى بحث استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء بديلاً عن الدولار الأمريكي في المعاملات التجارية، وزيادة التجارة بين الدول الأعضاء، بينما رجحت مصادر مطلعة عدم بحث إصدار عملة موحدة للمجموعة في هذه القمة، نظراً لعدم اتفاق الأعضاء على هذه القضية حتى الآن.

وسيخصص اليوم الأخير من القمة للتباحث مع الدول الراغبة في عضوية المجموعة. ووجهت جنوب إفريقيا الدعوة إلى حوالي 67 دولة للمشاركة بالقمة من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ودول الكاريبي، بينما قدمت 23 دولة طلبات رسمية للانضمام للمجموعة، وأبدت عشرات الدول الأخرى اهتماماً بالعضوية، وفقاً لوزيرة خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور.

وتوجه الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس، إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في القمة. وستكون هذه الزيارة الخارجية الثانية ل«شي» في 2023 بعد زيارة رسمية إلى روسيا في مارس.

ويجتمع رؤساء وقادة البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا إضافة إلى وزير الخارجية الروسي من اليوم الثلاثاء ولغاية الخميس من هذا الأسبوع تحت شعار «بريكس وإفريقيا»، حسبما أعلنت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور.

في الأثناء، رصد المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية أهمية قمة «بريكس 2023». وقال في تقرير إن ظهور «بريكس» بعث برسالة مفادها أن اقتصاد عالم القطب الواحد، لن يستمر إلى الأبد، وأن هناك من يفكر في تغيير كبير على الساحة الاقتصادية بمختلف قنواتها، وإن كان الجانب السياسي لم يكن غائباً عن وعي تكتل «بريكس» الذي ظهر إلى النور في عام 2006.

وأشار التقرير إلى أنه لا يمكن فصل نشاط مجموعة «بريكس» عن محاولات تحدي الهيمنة الغربية، وتحديداً واشنطن على النظام المالي العالمي، وهو ما تحاول المجموعة القيام به من خلال إنشاء وسيلة بديلة لسداد المدفوعات التجارية باستخدام عملة موحدة بديلة عن الدولار الأمريكي.

وجاء في التقرير أن دول مجموعة «بريكس» تحاول الانتقال إلى نظام اقتصادي دولي رديف، عبر توفير بدائل عما تعتبره هذه الدول أدوات للهيمنة المالية الغربية، وهو هدف يتقاطع اليوم، ولأسباب مختلفة مع أهداف دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تحاول الانضمام إلى المجموعة.

وحال نجاح هذه الخطوة، ستكون المجموعة قد تمكنت ولأول مرة من خلق أداة تداول جديدة، لا تخضع للقيود أو العقوبات الأمريكية، ولا تمر بالضرورة بالمصارف الأمريكية، كما هو الحال مع الدولار اليوم، بحسب التقرير.

وأوضح التقرير أن مجموعة بريكس تعد أكثر تطوراً صناعياً من مجموعة السبع الكبار، وهو ما يؤكد أن قوة أخرى غير واشنطن تسيطر على كتلة اقتصادية عالمية مهمة، وبالتالي نفوذ عالمي جديد، فالأرقام الاقتصادية التي صدرت مؤخراً عن مجموعة «بريكس»، وإعلان دول عديدة رغبتها في الانضمام إلى المجموعة، تؤكد أن هذه المجموعة التي بدأت من خلال 4 دول فقط، ستعمل على تغيير كبير في موازين القوة الاقتصادية والسياسية عالمياً.

وكشفت الأرقام عن تفوق مجموعة «بريكس» لأول مرة على دول مجموعة السبع الأكثر تقدماً في العالم، وذلك بعد أن وصلت مساهمة دولها إلى 31.5 في المئة في الاقتصاد العالمي، مقابل 30.7 بالمئة للقوى السبع الصناعية. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/t2fy9a3f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"