عادي

«إيداليا» يجتاح فلوريدا ومئات الآلاف بدون كهرباء

23:25 مساء
قراءة 4 دقائق

ستينهاتشي - أ ف ب

اجتاح الإعصار «إيداليا» المصنف «في غاية الخطورة»، شمال غربي فلوريدا، الأربعاء، تصحبه رياح عاتية وأمطار غزيرة، بينما حذّرت السلطات من تداعيات يمكن أن تكون كارثية في بعض أجزاء الولاية الأمريكية الجنوبية، بعدما تسبب في قطع الكهرباء عن مئات الآلاف.

وقالت سلطات الولاية، إنّ الإعصار وتأثيره في رفع مستوى مياه المحيط ظاهرة نادرة الحدوث في المنطقة، وأمرت بعمليات إجلاء واسعة. ورغم عدم الإعلان عن وقوع قتلى على الفور، حذّر مسؤولون في فلوريدا من أن الوصول إلى المناطق النائية التي قُطعت الطرق المؤدية إليها بسبب تساقط الأشجار، أو ارتفاع المياه قد يستغرق بعض الوقت، خاصة في المنطقة التي وصل فيها الإعصار إلى اليابسة.

وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير إن «إيداليا» الذي وصفه بأنه «شديد الخطورة» ضرب الساحل الأمريكي بقوة إعصار من الفئة الثالثة في منطقة «بيغ بيند» التي تنتشر فيها المستنقعات، وذات الكثافة السكانية المنخفضة في فلوريدا، حوالي الساعة 7:45 صباحاً.

وأضاف أن العاصفة، وصلت إلى الشاطئ محملة برياح تبلغ سرعتها القصوى 215 كيلومتراً في الساعة قرب بلدة كيتون بيتش، مع احتمال ارتفاع مستوى المياه إلى حوالي خمسة أمتار في مناطق ساحلية. وعلى الرغم من أنّ الإعصار فقد قوته مع تحركه باتجاه الداخل وفوق جورجيا، ليصبح إعصاراً من الفئة الأولى، إلا أن السلطات حذرت من عواقبه، ومن مخاطر ارتفاع المد.

وقال المركز الوطني للأعاصير، إنّ مستوى المياه ارتفع بأكثر من ستة أقدام عن المعدل الطبيعي في سيدار كي، وهي سلسلة من الجزر المطلة على الخليج، وحذّر من أن المياه على طول الساحل «ترتفع بسرعة».

وقالت لشبكة «سي إن إن» شيلي بويفين، التي تدير دار ضيافة مجتمعية، وتجاوبت مع الدعوة لإخلاء المنطقة إنّ «كل شيء يطفو. غمرت المياه كل شيء. رأيت صوراً للمد القادم، والمياه في كل مكان».

وفي بلدة ستينهاتشي الساحلية التي ضربها الإعصار بدت الشوارع مهجورة والطريق الرئيسي غارقاً بأكمله تحت المياه.

وقال باتريك بولاند (73 عاماً) الذي خرج لتفقد الأضرار«كانت الريح شديدة، رأيت الأشجار تنحني في الفناء الأمامي لمنزلي، ولكن بخلاف ذلك، لم يتضرر المنزل».

- سرعة هائلة

وفي منطقة خليج تامبا، غمرت المياه الشوارع والحدائق. وإلى الشمال منها، في مدينة تاربون سبرينغز، خاض الناس في المياه أو استخدموا الزوارق بحثاً عن الأمان، بعد أن غمرت المياه المنازل والشقق.

وقال حاكم الولاية رون ديسانتيس خلال مؤتمر صحفي، إن الإعصار تحرك بسرعة أكبر من أعنف الأعاصير التي ضربت الولاية، وتحركت خلالها عين الإعصار على طول الساحل مخلفة الموت والدمار.

وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 265 ألف منزل في فلوريداً، و105 آلاف في جورجيا، وفقاً لموقع التتبع «باور أوتاج».

وقالت ديان كريسويل، مديرة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إن «إيداليا هي أقوى عاصفة. تصل إلى اليابسة في هذا الجزء من فلوريدا منذ أكثر من 100 عام». ومن المقرّر أن يدلي الرئيس جو بايدن بتصريح في وقت لاحق عن الإعصار. وقال البيت الأبيض إن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ جهزت الأفراد ووفرت الموارد مسبقاً للتدخل الطارئ.

- إغلاق المطارات والموانئ

ودعا ديسانتيس سكان المناطق المشمولة بأوامر الإخلاء في 23 مقاطعة على طول ساحل خليج فلوريدا إلى المغادرة والتوجّه إلى الملاجئ أو الفنادق المخصصة لإيوائهم. ويشير خبراء الأرصاد أيضاً إلى ظاهرة «القمر العملاق» التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع المد فوق المعدلات الطبيعية عندما يضرب «إيداليا» الساحل.

وأعلن مطار تامبا لاحقاً أنّه سيستأنف العمل في الرابعة بعد الظهر، بعدما أغلق تحسباً لوصول إيداليا.

وأُغلق العديد من موانئ فلوريدا أمام حركة السفن اعتباراً من الثلاثاء، وفقاً لخفر السواحل.

- «موجة حر بحرية»

وفي كوبا، أدى الإعصار إلى هطول أمطار غزيرة في مناطق عدة، بما فيها أجزاء من العاصمة هافانا، وأغرقت نحو 200 ألف شخص في الظلام، لكن من دون تسجيل قتلى. وتحرّكت العاصفة بعد ذلك إلى الخليج الذي يقول علماء إنه يشهد «موجة حر بحرية» ما زاد من قوة الرياح المصاحبة.

ويتوقع أن تؤدي درجات حرارة المياه القياسية قبالة ساحل فلوريدا إلى تفاقم العواصف الأطلسية هذا الموسم، فيما يلقي العلماء اللوم على تغير المناخ الذي يسببه الإنسان في الاتجاه نحو الاحترار العالمي.

وفي يوليو/ تموز الماضي، سجلت إحدى العوامات قبالة الطرف الجنوبي للولاية ذروة مثيرة للقلق بلغت 38.4 درجة مئوية، وهو رقم قياسي عالمي جديد محتمل. وتزود أسطح البحار الأكثر سخونة الهواء فوقها بمزيد من الطاقة، ما يؤدي إلى ضخ مزيد من القوة في رياح العواصف المارة بها.

وقُتل نحو 150 شخصاً، العام الماضي/ عندما ضرب الإعصار «إيان» ساحل فلوريدا الغربي، متسبباًَ في رفع مستوى مياه المحيط وبرياح عاتية أسقطت جسوراً وجرفت أبنية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4w336863

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"