عادي

دور مهم لاتفاقية التراث العالمي في حماية التنوع البيولوجي

19:50 مساء
قراءة 3 دقائق
أودري أزولاي

يكشف تقييم أجرته اليونسكو والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية لأوضاع الكائنات الحية، عن أن مواقع اليونسكو للتراث العالمي تؤوي أكثر من 20% من ثروة الكائنات الحية في العالم في 1% فقط من مساحة الكرة الأرضية. ويكتسي صون هذه المناطق التي تتسم بتنوع بيولوجي كبير، أهمية جوهرية لتنفيذ إطار كونمينغ - مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي. وتناشد اليونسكو الدول الأعضاء الـ195 الأطراف في الاتفاقية أن تزيد الاستثمار في صون مواقعها، وكذلك ترشيح جميع المناطق الأخرى الأساسية لصون التنوع البيولوجي لإدراجها في قامة التراث العالمي.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي: «توضح هذه الدراسة، أهمية مواقع اليونسكو للتراث العالمي في حماية التنوع البيولوجي؛ إذ لا تقتصر أهمية هذه المواقع، البالغ عددها 1157 موقعاً، على أهميتها الاستثنائية التاريخية والثقافية، فهي ضرورية أيضاً للحفاظ على تنوع أشكال الحياة على الأرض، والحفاظ على خدمات النظام البيئي الأساسية، ومعالجة الاضطرابات المناخية».

ويكشف التقييم الأول من نوعه الذي أجرته اليونسكو والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية للحالة والأوضاع فيما يتعلق بالكائنات الحية، عن أن مواقع اليونسكو للتراث العالمي تُمثّل أقل من 1% من مساحة سطح الأرض، بيد أنها تؤوي أكثر من 20% من ثروة الكائنات الحية في العالم، بما في ذلك أكثر من 75 ألف نوع من النباتات كالأشجار، وأكثر من 30 ألف نوع من الثدييات والطيور والأسماك والزواحف والبرمائيات.

وتُعتبر هذه المواقع بمنزلة مراصد طبيعية ضخمة للارتقاء بالمعارف العلمية بفضل تمركز أكثر من نصف مجموع الثدييات والطيور والشعاب المرجانية الصلبة في العالم فيها، وكذلك باعتبارها مصدر إلهام لا ينضب للمبادرات الجديدة لحماية البيئة.

تمنح اتفاقية التراث العالمي أعلى مستوى من الحماية الدولية لعدد من أهم المواقع التي تسهم في صون التنوع البيولوجي في العالم. وتشير التقديرات إلى أن هذه المواقع توفر الحماية لأكثر من 20 ألف نوع من الكائنات الحية المعرضة للتهديد، بما في ذلك ثلث مجموع الفيلة والنمور والباندا، وعُشر القردة العليا والأسود وحيوانات وحيد القرن على أقل تقدير.

يُحدق خطر الانقراض الوشيك ببعض الكائنات الحية التي باتت مواقع التراث العالمي خط الدفاع الأخير عنها؛ إذ تؤوي هذه المناطق الحيوانات التي لا تزال على قيد الحياة من فصيلة وحيد القرن الجاوي والفاكويتا (أصغر حيتان العالم) والإغوانا الوردية، إضافة إلى أكثر من نصف مجموع حيوانات وحيد القرن السومطري وإنسان الغاب السومطري والغوريلا الجبلية.

وتتيح اتفاقية التراث العالمي، تنسيق مبادرات مع جميع الجهات المعنية ذات الصلة من السكان المحليين، والسلطات الوطنية والإقليمية، والمنظمات الدولية، وغيرها- وأثمرت هذه المبادرات عن العديد من قصص النجاح في مجال صون التنوع البيولوجي. وتُقدم الإجراءات التي اتخذت في حديقة كازيرانجا الوطنية (الهند) ومنتزه شيتوان الملكي الوطني (نيبال) منذ إدراجهما في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في منتصف الثمانينات خير مثال على ذلك؛ إذ أسهمت في زيادة عدد حيوانات وحيد القرن الهندي إلى أكثر من الضعف، أي ما يقرب من 4 آلاف حيوان.

وأشار التقرير إلى أن فوائد التنوع البيولوجي لا حصر لها وهي الأساس الوطيد لعلاقتنا مع الطبيعة. يقدّم تنوع النظم البيئية داخل مواقع اليونسكو للتراث العالمي، خدمات بيئية مهمة للبشر، مثل حماية الموارد المائية، فضلاً عن توفير فرص العمل وإدرار الدخل من خلال الأنشطة المستدامة. وتضطلع مواقع اليونسكو للتراث العالمي بدور أساسي في مواصلة تعزيز الصلة بين الطبيعة والثقافة؛ إذ إن العديد من المواقع الثقافية، بما في ذلك تلك الموجودة في المناطق الحضرية، يمكنها أيضاً حماية التنوع البيولوجي المهم، وهي حليف في الجهود المبذولة لوقف فقدان الطبيعة.

وثمّة حاجة عاجلة إلى تعزيز إجراءات الصون؛ إذ إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمعدل درجة مئوية واحدة فقط كفيل بمضاعفة عدد الكائنات الحية المعرضة للتهديد من جرّاء الظروف المناخية الخطِرة. وينبغي للدول الأعضاء الأطراف في الاتفاقية عدم ادخار أي جهد لتوفير الحماية لمواقع اليونسكو للتراث العالمي باعتبارها أغنى مواقع التنوع البيولوجي وأهمها.

وتدعو اليونسكو، الدول الأعضاء إلى إيلاء الأولوية لمواقع التراث العالمي في استراتيجياتها وخطط عملها الوطنية المعنية بالتنوع البيولوجي، باعتبارها عوامل محورية لترجمة إطار كونمينغ - مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي على أرض الواقع.

وتعد هذه الدراسة بمنزلة أداة جديدة يمكن لمديري المواقع توظيفها لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتحقيق هذه الأهداف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32rcjcb4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"