إحدى أهم الأدوات التي تمكننا من التغلب على التحديات المختلفة في الحياة هي الاستعداد، وأولى عمليات الاستعداد التخطيط الدقيق، والتجهيز المثالي، لمواجهة المواقف المختلفة، والاستفادة من الفرص، وهذه تعتبر عاملاً حاسماً في رحلة النجاح والتميز، ولا شك أنه يعد مفتاح الابتكار والإبداع.
إذا كنا نتطلع إلى الاستفادة من قصة ملهمة من واقع حياتنا تجسد أهمية الاستعداد في الحياة، فإن قصة المخرج الكندي جيمس كاميرون تبرز تلك القيمة بوضوح، فعندما قرر إخراج فيلم «تايتانيك» الشهير 1997، كان يدرك تماماً تحديات المهمة، إذ كان يجب عليه إعادة بناء واحدة من أكبر سفن التاريخ التي غرقت في البحر، وهو ما يتطلب استعداداً هائلاً في جميع الجوانب.
قبل البدء في التصوير، قام جيمس كاميرون بالاستعداد والتحضير بشكل مكثف، درس تاريخ هذه الحادثة، وقام بالبحث الدقيق عن كل تفاصيل السفينة والأحداث التي أحاطت بكارثتها، كما قام بتجهيز فريق متميز من العاملين، وصمم أكبر نموذج للسفينة في ذلك الوقت لتصوير مشاهد الغرق والإنقاذ، هذا الاستعداد الدقيق والشامل كان له دور كبير في نجاح الفيلم نجاحاً باهراً، وأثار اهتمام المشاهدين حول العالم.
من خلال قصة جيمس كاميرون نستنتج أهمية الاستعداد كونه يمكننا من اجتياز التحديات بنجاح ومواجهة المواقف الصعبة بثقة وإصرار، إنها القوة الدافعة التي تجعلنا نتحدى الصعاب ونحقق الإبداع في أعمالنا. قصة إنتاج هذا الفيلم، الذي يكتسب مشاهدين جدداً، مع أن إنتاجه تم قبل نحو 26 عاماً، مجرد نموذج، ويمكن لنا أن نستعرض أمثلة أخرى، في مجالات عديدة ومتنوعة.
أهمية الاستعداد والتخطيط ثم التنفيذ، لخصها القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت، عندما قال: «خذ الوقت الكافي للتدبير، لكن عندما يحين وقت العمل توقف عن التفكير ونفذ». هذه المقولة تجسد رؤية عن النجاح والتحقق من الأهداف، فالاستعداد يتطلب التفكير والتدبير والتخطيط بعناية، ولكن عندما يحين الوقت المناسب للتحرك، يجب أن نتوقف عن التردد ونبدأ في التنفيذ بحماس وعزم.
الاستعداد هو مفتاح الابتكار والنجاح في حياة الإنسان، إذا كنت تسعى إلى تحقيق أهدافك وتحقيق التميز في مجالك، فعليك الاستعداد بدقة وإصرار لمواجهة التحديات واستغلال الفرص، وأن تؤمن بأن الاستعداد الجيد يجعلك أكثر قدرة على النجاح والتفوق في حياتك.
