«عنواني»

نظام العنونة والإرشاد المكاني الموحد «عنواني» من المشاريع المهمة والحيوية التي يجري تنفيذها ويهدف إلى تسمية الشوارع وترقيم المباني والمنشآت وإضافة الرمز البريدي لتسهيل عملية الوصول إلى أي موقع داخل إمارة أبوظبي، ما يسهل الكثير على السكان وعلى الزائرين والسياح في سرعة الوصول إلى الأماكن المطلوبة.
المشروع الذي تشرف عليه دائرة البلديات والنقل بالتعاون والشراكة مع البلديات في مدن الإمارة والعديد من الجهات ذات العلاقة، أبرز من خلال أسماء الشوارع الجوانب الثقافية والتراثية المحلية ما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية وربط جيل الحاضر بالتاريخ العريق للدولة، فالكثير من الشوارع سواء الرئيسية أو الفرعية والجانبية والمناطق والأحياء حملت أسماء تراثية، ما يجعلها راسخة في أذهان الأجيال المتعاقبة.
نظام العنونة بمضمونه وشكلة المعتمد يحمل الكثير من الفوائد التي لا حصر لها وأهمها توفير الوقت لتوصيل الخدمات والبضائع وتعزيز الخدمات اللوجستية، وسرعة الاستجابة لخدمات الطوارئ وسهولة جمع المعلومات حول العمليات الإحصائية أو الخدمات العامة، وتقليص مدة التنقل وبالتالي الحفاظ على البيئة، ورفع أداء عمليات التخطيط وتسيير الأعمال، إلى غير ذلك من الفوائد التي لا حصر لها.
على أرض الواقع وعلى الرغم من هذا المشروع الضخم الذي كلف جهداً كبيراً ووقتاً وميزانيات، ما زال يتطلب حملات توعية مستمرة ومتواصلة لجميع أفراد المجتمع للتعريف والعمل به، حيث إن نسبة كبيرة من السكان ما زالت تعتمد على اسم محل تجاري سواء بقالة أو شركة أو مطعم أو مستشفى وغير ذلك من المنشآت لإعطاء عنوانهم للآخرين للوصول إليهم، ونادراً ما يتم استخدام اسم شارع فرعي أو رقم الشارع أو حتى رقم بناية وهي مكونات نظام عنواني في الوصول إلى العنوان المطلوب.
هذا المشروع الضخم يتطلب من البلديات في الدرجة الأولى تنظيم حملات توعية بعدة لغات موجهة إلى جميع شرائح المجتمع لتسهيل استخدام نظام العنونة الذي يعتبر من الأنظمة المتطورة ويتطابق مع أفضل الممارسات والأنظمة العالمية في مجال العنونة والإرشاد المكاني. ويجب أن يكون هناك تطبيق لنظام عنواني يسهل على مختلف أفراد المجتمع استخدامه في الوصول إلى الأماكن المطلوبة، وإن كان هذا التطبيق موجوداً بالفعل يجب تكثيف حملات التوعية للتعريف به، كما يجب التركيز على توعية طلبة المدارس والجامعات لتعريفهم بهذا النظام المتطور وأفضل الطرق لاستخدامه حتى يصبح جزءاً من تفاصيل حياتنا اليومية.
  [email protected]