عادي

رفات قتلى الكوارث الطبيعية لا تهدد الصحة

23:43 مساء
قراءة 3 دقائق

جنيف - أ ف ب

خلافاً للاعتقاد السائد، لا تشكل جثث ضحايا الكوارث الطبيعية خطراً على الصحة في ذاتها، وفق ما تؤكد جمعية الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، مع الدعوة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وعدم ترك الجثث قرب مصادر مياه الشرب لتفادي تلوثها.

وفي الواقع، تأتي المخاطر الصحية أكثر من الناجين الذين يمكن أن ينشروا الأمراض، وفق تأكيد المختصين في الاستجابة للطوارئ. وكما هي الحال في ليبيا التي ضربتها فيضانات مميتة، أو في المغرب الذي أصيب بزلزال عنيف، يمكن أن تتسبب الكوارث الطبيعية في سقوط آلاف الضحايا. وعندما تُدفن الجثث تحت الأنقاض أو تتناثر فوقها أو تطفو على الماء، فإنها تمثل مشهداً رهيباً غالباً ما يدفع الأهالي إلى الإسراع في دفنها.

ولكن التسرع وسوء إدارة شؤون الموتى يمكن أن يتسببا في معاناة نفسية، ومشكلات قانونية لأهالي الضحايا.

إصابات وغرق وحروق

كقاعدة عامة، لا تتسبب رفات ضحايا الكوارث الطبيعية - أو الحروب - بأوبئة، لأن الناس يموتون نتيجة إصابتهم بجروح، أو غرقاً أو نتيجة حروق، وبالتالي لا يكونون عادة حاملين لجراثيم تسبب الأوبئة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية وجمعية الصليب الأحمر. ومن ثم، لا تشكل الجثث سوى خطر صحي «ضئيل».

ويختلف الأمر بالطبع بالنسبة إلى الوفيات الناجمة عن أمراض شديدة العدوى، مثل الكوليرا أو إيبولا أو فيروس ماربورغ، أو عندما تقع الكارثة في منطقة يتوطن فيها أحد هذه الأمراض.

ويؤكد رئيس وحدة الطب الشرعي التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، بيار غيومارش، أن «الاحتمال الأكبر هو أن الناجين من كارثة طبيعية هم من يمكن أن ينشروا الأمراض أكثر مما يمكن للجثث أن تفعل ذلك».

حماية مصادر الماء

بعد أي كارثة، يتوجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية مصادر المياه، إذ يمكن أن تتلوث بالبراز الذي يخرج من جثث الموتى.

وهناك خطر الإصابة بالإسهال أو بأمراض أخرى إذا شُربت هذه المياه الملوثة. ويكفي تطهير المياه المعدّة للاستهلاك بالوسائل الاعتيادية للقضاء على الجراثيم الخطرة.

وأوضحت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، أن «ليست الجثة هي السبب الرئيسي للخطر، بل كل ما في الماء»، مثل الطين والمواد الكيميائية.

تجنب الدفن المتسرع

وقال بلال صبلوح، مستشار الطب الشرعي للجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا، إن الخرافات بشأن تسبب الجثث بانتشار الأوبئة «تدفع الناس في أحياناً كثيرة إلى دفن الموتى على عجل، وتزيد من خطر بقاء أشخاص كثر في عداد المفقودين، ما يزيد معاناة أهاليهم طيلة سنوات».

كما أن الضغط الناتج عن مثل هذه الشائعات يشجع على عمليات الدفن الجماعي التي تتم على عجل، وبطريقة قلما تكرم الموتى.

يقول كازونوبو كوجيما، مسؤول الأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية: «ندعو سلطات المجتمعات المحلية المتضررة من المأساة إلى عدم التسرع في تنفيذ عمليات الدفن الجماعي، أو حرق الجثث».

وتوصي «الصحة العالمية» والصليب الأحمر بتحديد هوية الجثث ودفنها في مقابر فردية تحمل علامات واضحة. ومن المهم أيضاً توثيق مواقع الدفن ورسم خريطة توضح ذلك لضمان إمكان تتبعها.

أما رش مسحوق الجير على الجثث فهو غير مفيد لأنه لا يسرع التحلل، وبما أن الجثث عامة لا تطرح خطر نقل العدوى، فإن تطهيرها ليس ضرورياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/fe9mtuw6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"