لتصبح السعادة شريكة في حياتنا

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين

يعيش الإنسان في حياة مملوءة بالتحديات، وأهداف كثيرة ومتنوعة يسعى إلى تحقيقها، ولا شك في أن هذه الرحلة قد تكون مملوءة بالقلق والتوتر، ومع أن البعض قد يعتبر الهدف النهائي هو ما يجلب السعادة، فإن الفيلسوف اليوناني سقراط كان يعتقد بأن السعادة لا تكمن في تحقيق الهدف؛ بل في السعي وخلال الرحلة إلى تحقيقه، عندما قال: «السعادة لا تكمن في الهدف؛ بل في الرحلة».

دون شك أننا في الحياة نعيش تحت ضغوط مختلفة، سواء أكانت من محيطنا الاجتماعي، أو العملي، أو الشخصي؛ حيث يبدأ القلق والتوتر في التسلل إلينا عندما نبدأ في التركيز بشكل مبالغ فيه على الهدف النهائي، ونتجاهل متعة الرحلة لبلوغ ذلك الهدف، حيث ننشغل بالتفكير في تحقيق الإنجاز النهائي عن التحديات التي قد تواجهنا أثناء بذل الجهد والعمل.

تلك المقولة لسقراط تعلمنا أن السعادة ليست مرتبطة بالنقطة النهائية التي نصل إليها؛ بل في الرحلة، في السعي نحو تحقيق ذلك الهدف، إن تحويل التحديات والعقبات إلى جزء من الرحلة والاستفادة منها، هو ما يجلب لنا الشعور بالسعادة والتحقيق الذاتي.

عندما نتوقف عن التفكير المفرط في الهدف النهائي، ونبدأ بتقبل التحديات والصعاب التي قد تواجهنا، نصبح أكثر قدرة على مواجهة الصعاب والتعامل معها بشكل إيجابي، وقد تكون هذه التحديات فرصاً للتعلم والنمو، وتعزز من قدراتنا ومهاراتنا في مجالات مختلفة.

إن تحقيق الأهداف عملية مستمرة ومستدامة، ويجب أن نستمتع بكل خطوة في هذه الرحلة، والتركيز على الهدف، دون التمتع بالمسار الذي نسلكه يحرمنا من فرص الاستمتاع بالتجارب والتحديات التي نمر بها.

لذلك، دعونا نتعلم من سقراط ونقتنص السعادة في كل خطوة نتخذها نحو تحقيق أهدافنا، ولنتحول من كوننا أشخاصاً يتعاملون مع الهدف بشكل ميكانيكي، إلى مبتهجين بالرحلة ومثقفين بتحديات الطريق. إن تحقيق الأهداف يحتاج إلى شغف وإصرار واستعداد لتجاوز الصعاب، وعندما نتمتع بالرحلة نفسها، فإن السعادة ستكون شريكة دائمة في حياتنا.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yfvd657e

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"