مشاركة برلمانية نوعية

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

تتمثل المشاركة السياسية في صنع القرار، في انتخاب أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، الذين سيسهمون في صنع القرار واعتماد القوانين، ومناقشة القضايا والمواضيع التي تهمّ الوطن.

واللافت في هذه الأيام الدور الوطني لبعض المواطنين من توجيه المحيطين بهم لانتخاب مرشح بعينه، مع ذكر خصاله وآماله بخدمة المجتمع، فهذا الدور يسهّل للناخبين اختياراتهم وفي الوقت نفسه، يذكر الأسباب التي دعته لاختياره، ما يفعّل المشاركة عموماً، ويوجه بالطريقة الصحيحة لاختيار «المرشح». فليس شرطاً أن يتصل المرشح ويدعو كل شخص لاختياره، وتلك الطريقة غير مجدية، ونأمل بالمرشحين عدم استخدامها، فتكفي الأفعال والسيرة الذاتية لاختيار «المرشح»، وعليه أن يعلن برنامجه الانتخابي ويعرف الناس بشخصه من دون الدعوة المباشرة للتصويت له، وبذلك يحافظ على شخصيته ومكانته ويحفظ كرامته، ويثمّن المهمة الوطنية المتجه إليها.

ومع ذلك الحراك السياسي الذي نشهده هذه الأيام، نجد للأسف عدداً من الناخبين يعلنون صراحة الإحجام عن التصويت وعدم المشاركة، بحجة أن الأعضاء لن يفيدوهم، والأغرب من يحمل تلك الأفكار ليسوا أمّيين، بل جامعيين لكنهم للأسف، ركبوا موجة «الحياد»، لقلة وعيهم تجاه دور المجلس الوطني، ونرجو أن تتغير تلك الأفكار ولا تجد لها مكاناً، ونأمل بأن تزداد أعداد الواعين لأهمية دورهم مشاركين في صنع القرار، ويبحثوا في المرحلة الحالية عن المرشحين المستحقين لعضوية المجلس، بشخصياتهم القيادية ورصيدهم الاجتماعي ومواقفهم السابقة بين أفراد المجتمع، ولا يقتصر دورهم على اختيارهم للمرشحين، بل عليهم المشاركة بدعوة الناخبين لاختيارهم، والإسهام في المشاركة البرلمانية النوعية لأربع سنوات قادمة.

وتلك هي المشاركة الحقيقية التي نسعى لها، وكل من كانت دائرته الاجتماعية واسعة وتعددت معرفته بالمرشحين، سهل عليه اختيار الأفضل بينهم للمهمة الوطنية، وعليه أن يوجّه غيره ويساعدهم على الاختيار ويناقش المعايير التي وضعها لاختياره، وبذلك تكبر دائرة المشاركة الواعية بين الناخبين، وحتى من لم يرض بأي من المرشحين، ولم يجد «الأنسب» بينهم وضع له خيار «لا أرشح أحداً»، وبذلك يوصل رأيه أيضاً، وله كل الحق في ذلك، المهم المشاركة في العملية الانتخابية، ونشارك دولتنا في حراكها السياسي.

وعن معايير اختيار المرشح، تتركز في أمور عدة أهمها أن يكون متحدثاً لبقاً، وذا شخصية يستطيع بثقافته ووعيه وخبرته النقاش والتفاوض وتمثيل الشعب حق تمثيل، وله رصيد اجتماعي سابق، ويحمل من المؤهلات العلمية والخبرات التي تؤهله لطرح المواضيع ونقل ما يهم الشعب تحت قبة المجلس الوطني، وبتلك المعايير نستطيع أن نساعد في وصول شخصيات فاعلة للمجلس، ليشاركوا في صنع القرار.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4n2jjshw

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"