عودة البطل

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

عاد «البطل» إلى الإمارات. ولماذا نطلق على سلطان النيادي بطلاً، وهو رائد فضاء لم يحارب في معركة، ولم يعُد إلى وطنه من أرض قاتل فيها عدواً وانتصر؟ تستقبله دولته استقبال الأبطال لأنه أتمّ مهمة صعبة، ولأن البطولة لا تكون محصورة بالحروب والقتال، بل للانتصار في معارك العلم والتقدّم والتميز بين دول العالم أهمية أكبر، وتأثير يترك بصمة يتردد صداها عالياً، وبعيداً، ويكون لها الأثر الإيجابي في ملايين البشر، وفي المستقبل وتطويره، لذلك تكون عودة البطل سلطان النيادي تاريخية.

استقبال الإمارات لأبنائها دائماً يكون مغلّفاً بالفخر والاعتزاز بهم، أيّاً كان المجال الذي حققوا فيه النجاح، والاحتفاء بعودة رائد الفضاء سلطان النيادي، أمس الاثنين، يشعر به كل بيت إماراتي، كأنما يحتضن سلطان بلهفة وفرح واعتزاز. سلطان ابن كل بيت إماراتي، يشعر بدوره بقمة السعادة لأنه رفع اسم بلده عالياً جداً، وحقق للعرب إنجازاً مهماً في أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، امتدت ستة أشهر، وتكللت بنحو ٢٠٠ مهمة بحثية، و٦٠٠ ساعة من التجارب العلمية، و٤٤٠٠ ساعة في الفضاء.

الاحتفال بعودة النيادي هو احتفال بأبناء الإمارات الذين عملوا بجهد لسنوات، حتى تحقق للإمارات هذا الإنجاز. مشهد يشرح القلب حين رأينا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يتوسطهما النيادي، وفريق عمل مركز محمد بن راشد للفضاء، الذي تعب وسهر وقدّم كل من فيه، من مهندسين وفنيين وباحثين، كل الجهد كي تحقق الإمارات هذا الإنجاز العظيم، فريق عمل لسنوات، واستكمل عمله بمواكبة النيادي خطوة بخطوة، لهم كل التقدير وهم خير نموذج لأبناء وبنات الإمارات الذين يستحقون الاحتفال بهذا النصر.

مرة أخرى، نقول إن من يريد أن يتأمل ما وصلت إليه الإمارات، وما تحققه كل يوم، عليه أن ينطلق من نقطة الارتكاز الأولى، من مؤسسي هذه الدولة، من «حلم زايد»، من قادة الدولة، والشيوخ، والمسؤولين، الذي دعموا، وما زالوا يدعمون أبناءهم، ونجحوا في جعلهم بحق، بناة المستقبل، كما نجحوا في جعل الإمارات دولة الوعد والإنجاز، ودولة اللا مستحيل.

هنيئاً للإمارات عودة ابنها، وهنيئاً للنيادي بما حققه لبلده، وللعالم العربي، وللعلم، وهنيئاً لنا بهذا النموذج المشرّف الذي نتمنى أن يقتدي به، وبروحه وعزيمته وأخلاقه ومثابرته، كل الشباب.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ymp2346m

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"