عادي
باكو تتذرع ب «نزع سلاح الانفصاليين».. ويريفان تطالب بتدخل دولي

جولة تصعيد جديدة بين أرمينيا وأذربيجان في ناجورنو كاراباخ

01:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
مبنى سكني متضرر بعد القصف في ستيباناكيرت، ناغورنو كاراباخ. (أ ب)
دخان يتصاعد من ضربات المدفعية على قمة تل خارج ستيباناكيرت. (أ ف ب)

تجدد التصعيد بشكل مفاجئ بين أرمينيا وأذربيجان، بعدما أعلنت باكو، أمس الثلاثاء، أنها نفذت هجمات بأسلحة عالية الدقة في إقليم كاراباخ رداً على ما سمَّتها «استفزازات» أرمينيا. كما قالت إنها فتحت ممرات لإجلاء المدنيين من الإقليم، مشيرة إلى أنها أطلقت «عمليات لمكافحة الإرهاب» تستهدف القوات الأرمينية في المنطقة المتنازع عليها، بينما طالبت أرمينيا مجلس الأمن الدولي بوقف تحركات أذربيجان العسكرية في كاراباخ. ونددت ب«عدوان واسع النطاق» أطلقته أذربيجان في إقليم ناجورنو كاراباخ، معتبرة أن هدف باكو من ذلك هو «التطهير العرقي» في الجيب الانفصالي الذي تسكنه أغلبية من الأرمن. وقال المحقق المعني بحقوق الإنسان التابع للانفصاليين في إقليم ناجورنو كاراباخ، إن 25 قتلوا في الإقليم خلال عملية عسكرية تنفذها أذربيجان. وأضاف أن اثنين من القتلى مدنيون.

إطلاق نار كثيف.. وتوغل بري

قالت السلطات الموالية لأرمينيا في إقليم كاراباخ إن العاصمة ومدناً أخرى تعرضت لإطلاق نار كثيف من القوات الأذرية، مضيفة أن باكو تحاول تنفيذ توغل بري بالإقليم. ودعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أمس الثلاثاء إلى اجتماع لمجلس الأمن الوطني بعد التحرك العسكري لأذربيجان في إقليم كاراباخ. كما حثت وزارة الخارجية الأرمينية قوات حفظ السلام الروسية على التدخل ووقف التصعيد.

انفجار لغمين

أتت هذه التطورات، بعدما أعلنت باكو في وقت سابق، أمس الثلاثاء، أن أربعة شرطيين ومدنيَّين قتلوا بانفجار لغمَين في كاراباخ، واتّهمت الانفصاليين الأرمن بالمسؤولية عن هذه الأعمال «الإرهابية». وقالت أجهزة الأمن الأذربيجانية في تقريرين منفصلين إن الشرطيين الأربعة قتلوا عندما انفجرت سيارتهم بلغم على الطريق المؤدي إلى بلدة شوشا في كاراباخ، الخاضعة لسيطرة أذربيجان، كما قُتل المدنيان بانفجار لغم في المنطقة نفسها. كما أوضح المصدر نفسه أن عناصر الشرطة قتلوا بنفق في إقليم خوجافند عندما كانوا يتجهون إلى موقع انفجار لغم مضاد للدروع في سيارة المدنيين اللذين قتلا في المنطقة نفسها. وأضاف أن المدنيين القتيلين موظفان في مصلحة الطرقات الأذربيجانية. وتنتشر ألغام كثيرة في إقليم كاراباخ التي كانت مسرحاً لحربين بين أرمينيا وأذربيجان في مطلع التسعينات ومن ثم في خريف العام 2020. وأتى هذان الحادثان بعدما تراجعت التوترات في إقليم كاراباخ الاثنين مع استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى الجيب الانفصالي، بعدما اتفق انفصاليون أرمن مع الحكومة في باكو على استخدام الطرق التي تربط الجيب بأرمينيا وأذربيجان. واتّهمت أرمينيا أذربيجان بتأجيج أزمة إنسانية في الإقليم بعدما أغلقت باكو العام الماضي ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بأرمينيا، وحيث تتواجد قوات حفظ سلام روسية. ونفت أذربيجان الاتهامات قائلة إنه يمكن لكاراباخ تلقي كل الإمدادات اللازمة عبر أذربيجان. وخاض البلدان حربين للسيطرة على الإقليم الانفصالي، آخرهما في عام 2020 ونتجت عنها هزيمة أرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، وانتهت بوقف هش لإطلاق النار.

دعوات إلى انقلاب

ندّد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، بدعوات إلى تنفيذ انقلاب في بلده، بعد العملية العسكرية في ناجورنو كراباخ. وقال في خطاب: «يجب ألا نسمح لبعض الأشخاص وبعض القوات أن تنفذ انقلاباً على الدولة الأرمينية. هناك بالفعل دعوات من أماكن مختلفة لتنفيذ انقلاب في أرمينيا»، في حين أفاد التلفزيون الأرميني عن تجمّع مئات المتظاهرين أمام مقر الحكومة الأرمينية في يريفان.

ومنطقة نجورنو كاراباخ معترف بها دولياً جزءاً من أذربيجان لكن منطقة منها تديرها سلطات انفصالية من عرقية الأرمن تقول إن المنطقة وطن أجدادها. وتسبب النزاع على المنطقة في نشوب حربين منذ سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991 أحدثهما في 2020. ولم يتضح ما إذا كانت خطوات باكو ستؤدي إلى صراع واسع النطاق تنجرف له أرمينيا المجاورة، أم إنها عملية عسكرية محدودة. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45b4a9yz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"