«الخليج» - متابعات
عن عمر ناهز 90 عاماً، فارقت عالمنا السيناتورة الأمريكية ديان فاينشتاين، العضو الأطول خدمة في مجلس الشيوخ الأمريكي في ولاية كاليفورنيا والأكبر عمراً ضمن جميع الأعضاء، والتي تعتبر ملهمة النساء الأمريكيات في عالم السياسية. حسبما نقلت وسائل إعلام أمريكية.
وتمثل وفاتها نهاية مسيرة سياسية تجاوزت الحدود امتدت لأكثر من نصف قرن، وشهدت إنجازات تشريعية كبيرة في قضايا، من بينها السيطرة على الأسلحة والبيئة.
وكانت السيناتورة الأمريكية تخطط للتقاعد في نهاية فترة ولايتها الحالية في عام 2024، حيث أعلنت عزمها ألا تسعى إلى إعادة انتخابها عند انتهاء مأموريتها العام المقبل، منهية بذلك مسيرة سياسية تاريخية، وطويلة، حطمت فيها الكثير من الأرقام القياسية، منذ بدأت هذا المسار في الكونغرس عام 1992.
- وداع بالدموع
وكانت ديان أعلنت، قرارها التاريخي خلال مأدبة غداء أقامها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ، لوداعها، حيث «قال الجميع عنها أشياء لطيفة»، لم تستطع أمامها إلا أن تذرف الدموع بغزارة، لحساسية اللحظة أيضاً.
كما شارك الرئيس جو بايدن الذي خدم في مجلس الشيوخ إلى جانب فاينشتاين، في الإشادة بالسيدة المسنة، حيث نسب إليها نصر تمرير القانون الاتحادي لحظر الأسلحة الهجومية، ومشيداً بـ«ذكائها وتعاطفها وشخصيتها القيادية» وبـ «سجلها الحافل في الدفاع عن حقوق الناس والنضال من أجل تحسين حياتهم».
وديان فاينشتاين من مواليد يونيو عام 1933، انخرطت مبكراً في الحزب الديمقراطي، وشغلت منصب عمدة سان فرانسيسكو بين عامي 1978 إلى عام 1988، لكنها خسرت معركة حاكم ولاية كاليفورنيا عام 1990، لتصبح عضواً في الكونجرس عن نفس الولاية، بعد عامين فقط من ذلك الفشل، وهو المنصب الذي كان من المقرر أن، تظل فيه حتى نهاية العام الجاري.
وتترك بعد وفاتها مقعدها القوي في مجلس الشيوخ شاغراً، وعلى إثرها منحت حاكم كاليفورنيا الديمقراطي جافين نيوسوم، سلطة تعيين مشرع ليكمل بقية فترة ولاية فينشتاين، مع الحفاظ على الأغلبية الديمقراطية في المجلس حتى أوائل يناير 2025.
- مهدت الطريق للنساء
وتم تعيينها قائماً بأعمال عمدة المدينة في وقت لاحق من ذلك العام، بعد اغتيال عمدة المدينة آنذاك جورج موسكون، وهارفي ميلك، زميلها في مجلس المشرفين، على يد دان وايت، وهو عضو سابق في نفس المجلس.
وتذكرت ديان في مقابلات متلفزة في وقت سابق العثور على جثة ميلك والبحث عن نبض عن طريق وضع إصبعها في ثقب الرصاصة، علماً بأنها أول من أعلن عن جريمة قتل العمدة للصحافة.
وتم تعيينها رئيسة للبلدية بعد أسبوع، لتصبح مرة أخرى أول امرأة تصل إلى هذا المنصب، وكان لهذه المأساة أثر جانبي تمثل في انطلاقة مسيرة ديان السياسية، لكن صدمة ذلك اليوم ظلت عالقة في ذهنها حتى بعد عقود من الزمن، وقالت فاينشتاين وهي تتنهد عندما سُئلت عن جريمة القتل في مقابلة مع شبكة سي إن إن في عام 2017: «أنا لا أتحدث عن هذا أبداً».
- أول امرأتين
وبعد أسابيع، أدت ثاني امرأة في مجلس الشيوخ عن الولاية، باربرا بوكسر، اليمين الدستورية، ما جعل كاليفورنيا أول ولاية في الولايات المتحدة يتم تمثيلها في مجلس الشيوخ من قبل امرأتين.
وساعدت انتخاباتهن عام 1992 في تحديد «عام المرأة»، حيث تم انتخاب أربع نساء ديمقراطيات حديثاً لعضوية مجلس الشيوخ - وهو ما يزيد على ضعف التمثيل النسائي في المجلس.
- إنجازات لا تنسى
كما قامت برعاية مشاريع القوانين التي تحمي ملايين الأفدنة من صحراء كاليفورنيا، وعملت على إنشاء شبكة إنذار وطنية من نوع AMBER، وساعدت على إعادة تفويض قانون العنف ضد المرأة، وناضلت من أجل إصدار تقرير مطول يشرح بالتفصيل ممارسات التعذيب التي تمارسها وكالة المخابرات المركزية.
على مدار العقود الثلاثة التي قضتها في مجلس الشيوخ، كان يُنظر إلى فينشتاين بشكل عام على أنها سياسية معتدلة في حزبها، وفي التسعينات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، جعلت هذه السمعة فينشتاين تحظى بشعبية كبيرة لكن الكثير من هذه الشعبية تآكلت في السنوات التالية مع تحول الصبغة السياسية في كاليفورنيا نحو الظل.