احترام النظم والقوانين بات سمة تتميز بها الإمارات، وميزة يلاحظها الجميع، ويقدّرونها، بل ويسيرون عليها، لذلك يشعر زوار البلاد بالارتياح وهم يلمسون هذا التطور الذي لا يقتصر على الأبراج والمطارات والبنى التحتية ومراكز التسوق، بل يمتد إلى أخلاقيات التعامل والنظام واحترام الآخر وصون سلامة الغير والتسامح، رغم اختلاف الجنسيات والثقافات، وهو أمر بذلت لأجله الدولة ومؤسساتها الكثير من العمل لرفع مستوى الوعي ووضع القوانين والتشريعات ومتابعتها، والتصدي لمختلف الظواهر السلبية.
هذا التعايش الجميل بات يصنف من عناصر القوة الناعمة للإمارات، وقد آتى ثماره عند أول اختبار حقيقي مرت به الإمارات، والعالم، وهو أزمة «كوفيد 19»، عندما تحول الجميع إلى صف واحد لمواجهة الأزمة، وتعاضدوا ملتزمين بكل التعليمات التي اختبرت صلابتهم وتجاوبهم وصبرهم ورحمتهم وتعاونهم والتزامهم، وتمسكهم بالعلاقة التي تربطهم بمختلف مؤسسات الدولة، وحرصهم على تطبيق القانون في مختلف الظروف.
من اللافت للنظر أيضاً، أن مؤسسات الدولة حريصة على الحفاظ على هذه المكاسب، والعمل على تمكينها ومضاعفتها، كما هي حريصة على مكافحة الظواهر الشاذة، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، والمحافظة على هذا النسيج الأخلاقي المتماسك، وفرض احترام القانون بكل الصور والأشكال، من خلال غرس الوعي المتواصل، لذلك لا تستغرب اليوم، وأنت تلمس تلك المعاملة المتميزة من الناس، موظفين أو مسؤولين، أو حتى مشاة عاديين، وقائدي مركبات، وغيرهم.
الجميل أيضاً، أن هناك متابعة متواصلة لما قد يعكر هذا الصفو، وقد يسبب الأذى للآخرين، وكانت آخر الأمثلة ضُربت على يد شرطة دبي، المؤسسة الرائدة في هذا المجال، عبر إعلانها حجز 36 مركبة خالف سائقوها قوانين السير والمرور، وارتكبوا مخالفات تنوعت بين القيام بمسيرات عشوائية، وقيادة مركبة بطريقة تعرّض حياة السائق، أو سلامة الآخرين وأمنهم، للخطر.
شرطة دبي التي حققت النظام في طرقاتها، وحصدت إشادات عالمية في نظامها المروري المتطور، قابلت تلك السلوكات وغيرها بإجراءات حازمة من قبل رجال المرور، خصوصاً أنها حذرت سابقاً من أن تلك الأفعال تستوجب تطبيق قرار المرسوم 30 لسنة 2023 بشأن حجز المركبات التي تصل قيمة فك حجز المركبة في عدد من مخالفاتها إلى 50 ألف درهم، وهو أمر يعكس التشدد تجاه من يحاول تشويه تلك الصورة الإيجابية التي تقف خلفها جهود كبيرة.
نتمنى جميعاً، أن تظل تلك الصورة المشرقة للنظام والتعايش وأخلاق التعامل واحترام الآخر والتسامح واحترام القانون، سمة ومعلَماً للإمارات التي تتميز اليوم في كل مجال، وتتربع على قمم التميز.
