كما نعلم، فقد انطلقت في عام 2006 المرحلة الثانية للمجلس الوطني الاتحادي (مرحلة التطور، والتحسين، والإصلاح)، متضمنة نوعين من التشكيل، 50% لكل منهما: النصف الأوّل المنتخب من قبل الناخبين أعضاء الهيئات الانتخابية في كل إمارة، والنصف الثاني المعيّن من قِبل أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات؛ ليكتمل نصاب المجلس الوطني الاتحادي ممثلاً ب(40) مقعداً، ولتثمر المرحلة الثانية عن خمس دورات انتخابية وطنية شعبية: (2006، 2011، 2015، 2019، 2023).. وهنا نتحدث عن آخر الدورات التي تمت مجرياتها التصويتية خلال الفترة (4-7 أكتوبر 2023)، والتي أثمرت عن إعلان القائمة الأوّلية للفائزين في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي (13 رجلاً و7 نساء)، ليتبقى تعيين (13 امرأة و7 رجال)، ليكتمل بذلك نصاب مقاعد المجلس الوطني الاتحادي ب(40) مقعداً: (20 رجلاً، 20 امرأة) في عضوية المجلس.
في حديثنا عن الدورة الانتخابية الخامسة الحديثة العهد، نلحظ اعتمادها على نوعين من أنواع التصويت الشعبي: التصويت عن بُعد على مدار الساعة في كامل الفترة المحددة (4-7 أكتوبر)، سواء في داخل دولة الإمارات، أم في خارج الدولة في أي بقعة جغرافية من العالم، والتصويت الإلكتروني الحضوري في جميع مراكز الانتخاب المعتمدة في كافة إمارات الدولة.
هنا نتحدث عن التصويت الشعبي المتمثل بالانتخاب عن بُعد، المواكب للتحول الرقمي في دولة الإمارات، إذ نتلمس العديد من المزايا والفوائد العملية، متمثلة في عدة نقاط، لعل من أهمها عامل الوقت حين تكون للناخب ارتباطات شخصية عائلية كانت أم وظيفية أم ظروف أخرى.
كذلك عامل المكان؛ إذ ربما يكون موجوداً في أمكنة أخرى بعيدة عن مراكز الانتخاب، أو في إمارة أخرى غير الإمارة التي ينتمي إليها الناخب، أو أن يكون في خارج الدولة لأسبابه الخاصة.
أيضاً لتوافق طريقة التصويت عن بُعد مع الطبيعة والظروف الشخصية للناخبين، من حيث الفئة العمرية، حين يرتبط الأمر بكبار المواطنين ممن لا يتيسر لهم الحضور الشخصي إلى مراكز الاقتراع، أو نظراً للحالة الصحية للناخبين، سواء أكانوا في منازلهم، أم في المستشفيات، أم في رحلة علاج في خارج الدولة.
وأولاً وأخيراً تتيح طريقة التصويت عن بُعد للناخب فرصة الجلوس مع نفسه بحرية تامة لاختيار من يمثله في المجلس الوطني الاتحادي دون إملاء من أحد، إذ من حقوقه (الإدلاء بصوته في الانتخابات واختيار من يريد من المرشحين بِحُرِّيَّة)، لأنَّ عليه في المقابل واجب (الحرص على اختيار من يمثله بموضوعية وحكمة بعيداً عن الأهواء الشخصية).
[email protected]
