مواجهة تحديات المستقبل

02:22 صباحا
قراءة دقيقتين

نور المحمود

فلنحلّق عالياً، فربما نجد في الفضاء مساحات أوسع من النقاء وفسحات أكبر من الأمل في إمكانية بناء مستقبل يحتضن كل الأجيال الجديدة والمقبلة بلا أي تمييز أو صراع ودمار.. الفضاء واسع ولنا فيه أحلام ومشاريع وخطط علمية، ومع اقتراب استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP 28» في نوفمبر وديسمبر المقبلين في مدينة إكسبو دبي، ووسط ما يمر به العالم من تخبّط وغليان وصراع يذهب ضحيته المئات من الأطفال والشباب، نلتفت إلى بقع مضيئة تبعث فينا الأمل بأن هناك من يسعى لجعل المستقبل أفضل، لعل هؤلاء الصغار والشباب يحققون فيه الكثير من الإنجازات القادرة على تحسين ظروف الحياة وأحوال المناخ والحد من النزاعات.

ما فعلته الإمارات حتى اليوم في مجال الفضاء، والمبادرات التي أطلقتها، ودعمها العملي لإيجاد حلول من أجل مواجهة التحديات المناخية، يدخل ضمن إطار سياستها الراسخة ورؤيتها المستقبلية لأن تكون دولة فاعلة تضع بصمة وتشارك في حل أزمة المناخ العالمية، وكل ما يعانيه كوكبنا؛ ووفق أحد التقارير التي قرأناها أمس، فإن ما حققته هذه الدولة كثير ومشرّف، حيث أطلقت في نوفمبر الماضي، «مجمع البيانات الفضائية» كمنصة رقمية «لجمع وتوفير البيانات الفضائية للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع بهدف تطوير برمجيات وإيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية والعالمية».. وذلك ضمن سعيها للتركيز «على خلق الاقتصاد الأنشط والأفضل عالمياً».

وكالة الإمارات للفضاء أطلقت برنامج «ساس» للتطبيقات الفضائية من أجل إيجاد حلول لتحديات الاستدامة العالمية، وتعزيز دور الشراكات والاستثمارات المحلية والعالمية الفاعلة في صناعة الفضاء، ناهيك عن توقيعها اتفاقية تعاون مع شركة «بلانيت لابز»، الرائدة في مجال الخرائط والبيانات حول الأرض، «لبناء أطلس للخسائر والأضرار بالاعتماد على بيانات الأقمار الاصطناعية لتمكين الدول من مواجهة التغيرات المناخية».

مختصر ما تسعى إليه الإمارات هو المساهمة في مواجهة تحديات الاستدامة العالمية عبر زيادة الاعتماد على الفضاء، ولا يقتصر قلق العالم اليوم على تغير المناخ فقط، بل يمتد إلى مختلف تداعيات هذا التغير وتأثيراته السلبية في الأرض، مثل تأثر البيئة وتقلبات المناخ في بقع كثيرة وانعكاسه على الناتج الزراعي والأمن الغذائي..

تطورات كثيرة طرأت، وإنجازات تحققت، وأقمار صناعية أطلقتها الدولة مثل «سرب» و«مدن سات» و«دي إم سات ١».. وغيرها الكثير، وكلها تبشر بأن الآتي أفضل، خصوصاً أن الإمارات تضع نصب عينيها دائماً أبناءها، تدعمهم وتتيح لهم الفرص للنجاح، وهي تعتمد في خططها الفضائية على الكوادر المواطنة المؤهلة والشركات الإماراتية أولاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2kfsfbp5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"