تاكاماتسو.. اليابان

01:28 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ بداية العام، حين بلغنا بأن اجتماع اللجنة المعنية بحماية البيئة في الطيران المدني التابعة لمجلس منظمة الطيران المدني الدولي سيكون في مدينة تاكاماتسو- اليابان، مدينة لم أسمع عنها، وحتى أختي التي عاشت في اليابان لمدة، تسمع بها لأول مرة، لا أنكر استيائي، فجل توقعي كانت طوكيو، أوساكا مثلاً، لكن مدينة لا أعرف عنها، كيف ستكون؟!

تاكاماتسو: هي المدينة العاصمة لمحافظة كاغاوا في شيكوكو؛ مدينة تاكاماتسو مصنفة على أنها مدينة نواة من قبل الحكومة اليابانية، وهي مدينة ساحلية تقع على بحر سيتو الداخلي، وهي أقرب الموانئ الواقعة على جزيرة شيكوكو من جزيرة هونشو. تضم مدينة تاكاماتسو العديد من مكاتب الشركات الكبرى، إضافة إلى معظم مكاتب الحكومة في شيكوكو. يبلغ عدد سكان منطقة تاكاماتسو (مدينة تاكاماتسو والمناطق المحيطة) نحو 670 ألف نسمة، ما يجعلها المنطقة السكانية الأكبر في جزيرة شيكوكو.

وصلنا إليها من خلال رحلة داخلية عبر طوكيو، في عطلة الأسبوع، الأحد، منذ بدأت الطائرة تقترب من مدرج الهبوط، كنت أرى الجبال المخضرة، كأنها غابات متصلة بالسماء، فأدركت حينها أنها محمية طبيعية، من الجبال إلى الخطوط من فوق بحر يحيط بها، كان الهدوء هو المسيطر عليها، والمتمركز فيها.

دخلنا إلى الفندق، ولن أعيد ما ذكره من هم قبلي حين كتبوا عن اليابان وأهلها، من طيبة، وخلق، ومحاولة لمساعدتك على الرغم من مشكلة اللغة التي لا تزال عائقاً كبيراً لمن يريد أن يسافر إليها.. كانت أيام الاجتماع طويلة، وعلى الرغم من ذلك، فإننا كنا نمضي ساعات بالليل من خلال سيرنا، ورؤية تصرفات الناس، مثل خروج الطلاب وعودتهم، خروج الموظفين، الحياة التي تنساب من كل الانشغالات. في كلمة الافتتاح قيل: نحن أيضاً جزء من اليابان، وليس فقط طوكيو وأوساكا، صحيح.. لكن كيف لنا أن نعرف عنهم وإن كان الإعلام يسيطر على ما نعرفه وما لا نعرفه؟ الحقيقية هناك دول ومدن وشعوب لن ندركهم كلهم، مهما عشنا فوق سطح هذه الكرة الأرضية.

تعلمت من سكون المكان، قيمة الحياة في تأنٍ واستمتاع، والتوقف قليلاً عن زحمة الحياة، تعلمت أنني لا أعرف ما ستكون عليه التجربة وهل سأشعر بالرضا بعد خوضها، تعلمت أن ما لم أسمع عنه، يستحق أن أختبره، وأن في كل مكان ما يستحق أن تعيشه، وأن التذمر الذي انتابني لم يكن مستحقاً، ما أتعبني فقط هو الطعام، ومحدوديته؛ إذ إن الطعام الياباني لم يتناسب مع معدة الكثيرين منا، ولا أنسى أن أشكر فيهم محاولتهم، جعل التجربة سهلة، وكيف أنهم تقانوا في أن نكون بخير..
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2nu9zcm7

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"