البعض من الناس، يصبح الحديث معهم، كارثة، ويحمل سلبية كبيرة، حيث لهم نظرة سوداوية قاتمة عن كثير من الجوانب الحياتية، يتحدثون بتذمر ونقد لاذع، أو يركزون دائما على الأخطاء، وكأن وظيفتهم اقتناصها وإظهارها ورميها في الوجه، أو لا يعجبهم شيء، وهم لا يرون سوى ما هو سلبي وخاطئ.
هذه النوعية من الناس، يصبح التواصل معهم نوعا من العذاب، ويصبح التعاطي معهم كأنها سلسلة من التفاهمات التي لا تنتهي، لأن محاولاتك في التبرير والتوضيح، والتأكيد على نيتك ومقاصدك، لا تنتهي ولا تتوقف.
لا تمكن المشكلة في صعوبة التعامل معهم، ولا في صعوبة إقناعهم، لأن لكل واحد نهجه الحياتي، لكن الصعوبة تكمن في سيل السلبية الذي يحملونه نحوك، تشعر في لحظة كأنهم يتعمدون تدميرك، أو محاولة إيذائك، دون سبب.
المشكلة الحقيقية أن البعض من هذه الفئات، قدرك هو التعامل معهم، والتعاطي معهم، والاستماع لهم، وبالتالي لا يوجد أمامك مفر.
ونستطيع تسمية هذا النوع من العلاقات، بالعلاقات السامة، لأنها لا تضيف لك سوى الهم، ولا تشعرك إلا بالسوء، ولا تقدم إلا النقد الهدام، وفي لحظة تشعر بأنك فاشل، وعلى شفى الانهيار، لأن كل ما تقدمه، وما تنجزه، يعتبر اعتيادي، وطبيعي، أو لا جديد فيه، فتصاب بالإحباط، وتثقل على كاهلك الهموم.
تقول الخبيرة هوميرة كبير، المتخصصة في علم النفس التدريبي، وعلم النفس الإيجابي، مؤلفة كتاب: كيف تتوقف عن إرضاء الآخرين: «لدينا جميعا هؤلاء الأشخاص في حياتنا، أشخاص يتذمرون باستمرار، ويركزون بشكل مفرط على كل ما هو خطأ، أو ما هو على وشك أن يحدث بشكل خاطئ، الذين تسير الحياة، بالنسبة لهم على خلفية من العذاب والكآبة، من الصعب جدا التواجد حول هؤلاء الأشخاص، لأن سلبيتهم تبدأ في تلوين عالمنا أيضا. بعد كل شيء، العواطف معدية، وحتى إذا لم يعبروا عن بؤسهم بالكلمات، وهو ما يفعلونه بانتظام، فيمكننا أن نشعر بثقل عواطفهم».
لكن السؤال الحقيقي، كيف التعامل مع هذه الفئة من الناس؟، والحل ليس كما يتوقع البعض، يكمن في المقاطعة والابتعاد، بقدر أنه يكمن في المصارحة والمكاشفة، النصيحة، هي خير رسالة، أبلغهم بما يزعجك في جو من الهدوء، بين لهم أثر كلماتهم السوداوية، وما تحدثه سلبيتهم من ظلامية وتدمير نفسي، ثم التقليل من الاختلاط بهم، لتجنب سلبيتهم، ورسالتك في نهاية المطاف ستصلهم..إما قولاً أو فعلاً.