معرض الأجيال القارئة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين


يوسف أبو لوز

يطلق أصدقاء معرض الشارقة الدولي للكتاب على عرسهم السنوي هذا وصف (معرض الأجيال القارئة)، ويطيب لهم القول إن مواليد أوائل الثمانينات هم الآن في الأربعين من أعمارهم بالقياس إلى عمر المعرض، بل إن من وُلدَ في الدورة الأولى من المعرض هو الآن في الثانية والأربعين، ومن تزوّج منهم وبنى له عائلة، فأبناؤه وبناته في العاشرة وما فوق من العمر، وهؤلاء جميعاً قرّاء أو أجيال قارئة مواكبة لدورات المعرض، الأشبه بدورات الدم المتجدّد.

نتحدث عن المعرض كما لو نتحدث عن أعمارنا وقصص حَيَواتنا، وبخاصة نحن من نقع في قوسي الخمسين والستين من أعمارنا، ولنا أبناء ولنا اليوم أحفاد.. الجدّ الستيني قارئ كهل، والابن الأربعيني قارئ شاب، والحفيد قارئ طفل في حزمة بشرية جميلة، حزمة الأجيال القارئة.

نعم، أوجد معرض الشارقة الدولي للكتاب دورات قرائية، وهو بالفعل معرض أجيال ثلاثة قارئة انتظمت تلقائياً في مشروع الشارقة الثقافي.

الأساس في ثقافة القراءة هذه هو (اللغة العربية) لغة ربّ العالمين، لغة آدم التي هي جذر كل اللغات في العالم كلّه، وما من لغة في العالم إلا وفيها أثر من العربية، كما قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.. الباحث في التاريخ واللغات والأديان والعارف في الجغرافيا والنبات والزرع، والواثق بجوهر ثقافة المسرح، فكتب فيه ومن أجله.. رجل الحكم والحكمة في سموّه القيادي، وفي سموّه الثقافي.

يعرف صاحب السمو حاكم الشارقة أكثر من لغة، لكنه لم يكتب بحوثه وأدبه إلا بالعربية، وكان يمكن لسردية سموّه الأدبية والبحثية والتاريخية أن يكتبها كلها بالإنجليزية، مثلاً، ولكن رجل القيادة والثقافة يحب العربية أولاً وثانياً وثالثاً، ومن أجل هوية هذه اللغة وبقائها ومجدها وتاجها بين لغات العالم، صدر في زمنه وفي حكمه وفي حضوره الثقافي معجم تاريخ اللغة العربية الذي يكتمل بدره في العام المقبل.

نوصل كل ما أسّس له صاحب السمو حاكم الشارقة وعزّزه وكرّسه وثبّته في الثقافة العربية بالفكرتين الأساسيتين في مشروعه ليس الشخصي الفردي الأحادي، بل مشروعه الثقافي العربي، والفكرتان هما: معرض الكتاب، والأجيال القارئة، والأجيال الكاتبة أيضاً: أجيال الكتّاب العرب، وأجيال القرّاء العرب باللغة العربية الفصحى، لغة آدم، الذي تعلم الأسماء كلها.. بالماء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56kuw65u

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"