راشد محمد النعيمي
تكتسب صناعة المحتوى في عالم اليوم أهمية متزايدة، فهي لغة العصر الجديد وسلاحه الفعال، وهي اليوم من أكثر الأدوات المستخدمة التي يتسارع انتشارها وأهميتها مع التوسع الرقمي وزيادة الطلب على هذه الصناعة، خاصة في ظل التوسع الكبير والاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي التي يتواجد بها الملايين عبر الإنترنت على مدار الساعة والشعبية الكاسحة التي تتمتع بها.
الإمارات استشرفت أهمية هذا المجال وأطلقت العديد من المبادرات والفعاليات لتطوير مواردها في هذا الجانب، وآخرها إطلاق النسخة الأولى من برنامج صناع المحتوى التخصصيين بواسطة المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، ضمن استراتيجيته لتطوير قطاع الاتصال الحكومي الاتحادي، لإعداد كوادر وطنية متخصصة في صناعة المحتوى الرقمي المتخصص.
البرنامج يستهدف تأهيل وبناء قدرات صناع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي من موظفي الدوائر والهيئات الحكومية المحلية والاتحادية في الإمارات، وتعزيز مهارات الموظفين الحكوميين في الوظائف الفنية والتخصصية، وتأهيلهم ليكونوا صناع محتوى محترفين في الإعلام الرقمي، عبر مجموعة من البرامج والمساقات التي تستعين بأحدث التقنيات العلمية، والخبراء المتخصصين من أكاديميين ومؤثرين، محليين وعالميين.
تتواجد اليوم على أرض الإمارات كل المقومات والبنية التحتية اللازمة لتطوير صناعة الإعلام الرقمي، بعد أن نجحت في إطلاق المبادرات والبرامج لإيجاد فرص نمو جديدة للإعلام بصورة عامة والرقمي منه بصورة خاصة، وهو ما يعكس مكانتها الريادية مركزاً رئيسياً للإعلام، ونقطة ارتكاز أساسية لصناعة وتطوير الإعلام الرقمي والمحتوى الصوتي في المنطقة، خاصة أن التوجه ينصب على إيجاد منظومة عمل موحدة تدعم هذه الصناعة.
لدينا اليوم مواهب تحتاج إلى التوجيه والصقل والدعم للاستفادة منها إيجابياً وتسخيرها من أجل تقديم محتوى جديد وبقوالب مبتكرة، بدلاً من تقليد المشاهير في هذا المجال وتكرار القوالب التي لا تتميز بالإبداع والتفرد وتحقيق شعبية متنامية ومؤثرة نحتاج اليها في هذا العالم الذي يتقدم بسرعة وتتضارب فيه المعلومات ويتنافس الجميع من أجل إيصال صوتهم والتأثير في الرأي العام وخدمة أهدافهم.
