معرض الجاليات القارئة

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

كتبت أمس أن معرض الشارقة الدولي للكتاب معرض أجيال قارئة من الثمانينات وإلى اليوم، وأضيف هنا أن المعرض أيضاً هو معرض جاليات قارئة بالنظر إلى أكثر من مئتي جنسية من جهات العالم تقيم وتعمل في الإمارات، وبكلمة ثانية يمكن بسهولة معاينة ظاهرة تجاور لغات العالم في الإمارات: الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، الصينية، الألمانية، الهندية.. لغات بلدان آسيوية، وإفريقية، وأوروبية، وأمريكية لاتينية، وأوسطية، وشرق أوسطية.. لغات محدودة لدول بعينها، ثم، لغات عالمية منفتحة على ثقافات وحضارات عديدة.. كلها هنا في الإمارات، بحكم تعايش وتلاقي الجاليات والجنسيات المقيمة في الدولة..

هذه حالة ثراء ثقافي لا تتوفر في أي دولة في العالم، وفي الإمارات تعكس هذه الحالة عملياً وتطبيقياً مفاهيم متداولة في العالم مثل: الحوار، والتعايش، والتبادل الثقافي، بل تعكس مفاهيم مدنية فكرية وثقافية مثل: الإنسانية، والأخوّة، والصداقة، وأكثر من ذلك يتجسد مفهوم (الآخر) عملياً وواقعياً هنا في الإمارات، ف(الآخر) أمامي، وهو ليس بعيداً عني، ولا يعاني من حالتَي: الغربة والاغتراب، فلا غربة ولا اغتراب للآخر، ومقابله الآخر هنا في الإمارات، وعند هذا (الآخر) كل عناصر شعوره بالاستقلالية والحرية الفكرية، في حدود أخلاقيات الدولة ونظمها المدنية والاجتماعية.

في الإمارات (الآخر) لا يعني النقيض، بل هو المكمّل الثقافي والإنساني لمقابله (الآخر).. الشمالي العالمي في الإمارات ليس نقيضاً أو ضدّاً أو نداً للجنوبي من العالم، والشرقي من العالم ليس نقيضاً أو ندّاً للعربي من العالم، ما دام كل إنسان يقرأ بلغته أو يقرأ بلغة الآخر، واللغات (المقيمة) في الإمارات تتجاور وتتلاقى، بالضرورة، مع لغة الدولة الأم.. العربية.

من هذه الحالة أو الظاهرة اللغوية العالمية في الإمارات نتحدث دائماً عن ثقافة القراءة، قراءة الأجيال وقراءة الجاليات، في إطار الحرية اللغوية لكل جنسية ولكل جالية، وسوف تجد هذه الجنسيات والجاليات ثقافاتها وحضاراتها وآدابها في أجنحة معرض الشارقة الدولي للكتاب، من خلال دور نشر عالمية محترمة شاركت في المعرض منذ عشرات الأعوام، ووجدت في المعرض مكاناً حرّاً لتوسيع نطاق انتشار الكتاب العالمي في بلد عربي من دون تمييز أو مراقبة أو مضايقات فكرية.

الكتاب العالمي في المعرض يتجاور ثقافياً وإبداعياً وجمالياً مع الكتاب العربي، لا بل هناك الكثير من قرّاء لغات العالم الأجنبية يقرأون أيضاً بالعربية، وبالمقابل، هناك قارئ عربي يقرأ بغير العربية، الأمر الذي يتحقق من خلاله قبول الآخر والتعايش المتبادل بين الثقافات والحضارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3u5bppmy

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"