معارض الكتب الدولية تعتبر مناسبةً وعرساً احتفالياً بالكتاب والكاتب والناشر والنشر على حد سواء، ويعتبر معرض الشارقة للكتاب من المعارض العريقة جنباً إلى جنب مع المعارض الدولية والعالمية، والتي يزورها المئات بل الآلاف من المهتمين بالكتاب والثقافة، ومعارض الكتاب من أهم اللحظات في حياتي، لقد كنت حريصة على زيارتها منذ أن كنت تلميذة في المدارس ثم طالبة جامعية، استعنت بالكتاب طوال رحلتي في الحياة، قارئة ومؤلفة وباحثة، لقد استطاعت معارض الكتب في الإمارات أن تصل إلى قلوبنا وعقولنا بما تطرحه من إبداع وتميز مستمر، وتؤكد لنا دائماً بأن الكاتب والناشر والقارئ الإماراتي قادر على الخروج من التقليدي بفعل مختلف، بنتاج مذهل.
وأعتقد أنني واحدة من فتيات وشباب الإمارات الذين نهلوا من عمق ما حملته المهرجانات والمعارض والمؤتمرات، وما ضمته بين جنباتها من علماء ومفكرين ورواد في مجال التأليف والكتابة، بحقٍّ لقد كان لها أثر بالغ؛ حيث تمكنت من تحديد مسيرتي فقد أنارت الحوارات والنقاشات التي حضرتها في تلك المناسبات العتمة والغموض من طريقي، بسبب قلة الخبرة والتجربة في بداية مشواري.
معارض الكتب بشكل عام، ومعرض الشارقة خاصة، هي إحدى أهم المناسبات الثقافية والسياحية التي أجدها ويجدها الكثيرون فرصة ثمينة؛ فمن خلالها أطلع على أحدث الإصدارات في العالم العربي، وبواسطتها أسعى للتعرف إلى الشخصيات الأدبية المرموقة التي تحضر المعرض، فأستمع لها ومنها.
أبحر طوال أيام معرض الشارقة للكتاب في عالم الكتب والنشر، وأحاول التعرف إلى أكبر عدد من الناشرين والمهتمين بصناعة الكتاب والنشر والتوزيع، ليس لسبب محدد إلا الرغبة مني بمعرفة عمق هذه الصناعة التي أحاول أن أحترف جانباً منها وهو التأليف. عندما أتجول بين دور النشر المختلفة وأنظر إلى كل تلك الأسماء التي قدمت كل ذلك الإرث الأدبي والثقافي، أشعر بأن مهمتي في مجال الكتاب والتأليف لاتزال في بدايتها، وأنني صغيرة جداً أمام ذلك الزخم الإنساني الفريد المتنوع، هذا المنتج الأدبي الذي يستحق الاهتمام والاحتفاء.
لقد كان لمعارض الكتب دوماً الأثر البالغ في تكوين شخصيتي وإثراء معارفي منذ نعومة أظفاري، فمن خلالها أدركت طريقي ومستقبلي، ومن خلالها تعلمت الكثير.
