يوسف أبو لوز
سلّة الكتب الأولى هذا العام كانت من معرض الشارقة الدولي للكتاب حول الحب..
.. هذه نصوص من كتاب (التانترا) الروحانية جوهرها هذه القيمة العظيمة التي لا يعتدل فيها العالم ويصبح بشرياً حقيقياً إلا بالحب.
يقول (أوشو) في كتابه هذا إن الحب يستطيع أن يصبح تأملاً عميقاً، والأكثر عمقاً ممكناً، «.. فالذين يحبّون أحياناً يعرفون ما لم يعرفه القديسون.».. دار التكوين، 2017، دمشق، ترجمة: نبيل سلامة.
سعدت بإصدارات (هيئة البحرين للثقافة والآثار)، ولعلّي كنت لست محظوظاً بعدم معرفتي بهذه السلسلة من الإصدارات قبل ذلك. كتب أنيقة وعمل مهني نشري أكثر أناقة، ومن بينها كتاب (الحب.. مقدمة وجيزة) المؤلف: الأستاذ الجامعي الأمريكي رونالد دي سوزا، وترجمة: الباحثة السورية رندة بعث، فالكتاب، يبدو مثل قصيدة حلوة بلون الموز.. ومن الكتاب: «.. دفع الحب بعض الناس إلى الجنون، ومات آخرون من أجل الحب، وقتل غيرهم بسببه، ولكن والحق يقال،.. لا يحدث هذا كله كثيراً في الحياة الواقعية، بيد أنه يحدث دائماً لشخصيات عروض المسرح والأوبرا..»
.. وإذا كان من تعليق على هذه الفقرة الواردة في الفصل الأول من الكتاب،.. فهل يمكن القول إننا جميعاً، بشكل أو بآخر، شخصيات مسرح.. هو مسرح الحياة..
إن من يمت على خشبة المسرح بسبب الحب، أو لأي سبب آخر، هو كائن حقيقي، كان استعار موته المسرحي، الرمزي، المجازي من موته المادي، الحقيقي، الواقعي...
في السياق، وبسرعة، وجدت كتباً فكرية فلسفية، تأملية، وجودية عديدة مركزها فكرة الحب في معرض الشارقة للكتاب وفي العديد من معارض الكتب من بينها كتاب (ظاهرة الحب.. ستة تأملات).. للباحث الفرنسي جان لوك ماريون.. ترجمة: يوسف تيبس، كتاب يربط الحب بالوجود، والفكر، بل يربط الحب بالكذب، وأكثر ما يرعبك في هذا النص الفكري حول الحب.. أن الحب ظاهرة وليس عاطفة، وأن هناك فرقاً بين الحب والحقيقة، ويريد الكتاب هذا القول إن (الحب لا عقلاني، وخطاب الحقيقة.. عقلاني).
ظاهرة كتب الحب بعناوين كثيرة إنسانية ودية راقية في معرض الشارقة الدولي للكتاب من زاوية فكرية، وفلسفية ومعرفية وتاريخية مرئية تماماً، فقط الأمر يحتاج إلى صحفي ثقافي ميداني يحب الحب.
