نسمع بين وقت وآخر من يتحدث عن الثقة بالنفس وتأكيد الذات، خاصة في المواقف الاجتماعية المتعلقة بالاتصال والتواصل مع الآخرين، سواء أكانوا مقربين منا أو عابرين جمعنا بهم ظرف معين، أو في وقت معين، لكن ما المقصود بتأكيد الذات تحديداً؟
المختصون في العلوم النفسية والدارسون في هذا الحقل المهم لهم عدة تعاريف وتوضيحات، من بينها من يعتبر تأكيد الذات مهارة تقوي الحضور الاتصالي، وهي أساسية، وتعني: «التعبير عن النفس من خلال الآراء، أو المعتقدات، أو الرغبات، أو المشاعر، بفعالية ووضوح، وفي اللحظة نفسها يتم احترام الآخرين، ووجهات نظرهم ومعتقداتهم وآرائهم». ومن بين هؤلاء عالم النفس الأمريكي، الدكتور أبراهام ماسلو، حيث قدم تعريفاً محدداً لتأكيد الذات، جاء فيه: «إن الصحة النفسية غير ممكنة، إلا إذا قبل الآخرون الصميم الأساسي للفرد، وأحبوه واحترموه لذاته. يسمح تقدير الذات للناس بمواجهة الحياة بثقة أكبر، وإحسان أكبر، وتفاؤل أعلى، وبالتالي يصلون إلى أهدافهم والتحقيق الذاتي بسهولة».
أما عن الفوائد والأهمية لتأكيد الذات، فهي متعددة وواسعة، فضلاً عن المكتسبات الفردية، التي يتحصل عليها الإنسان عندما يتمتع بخصال تأكيد الذات، حيث تم سرد عدة فوائد ومكاسب من بينها: «اكتساب الثقة بالنفس، الشعور بالقدرة على التعبير، معرفة رغباتك ومشاعرك، تقوية مهارة الاتصال مع الناس، قدرتك على اتخاذ القرارات، تنامي الشعور بالاحترام والتقدير في علاقاتك...».
هذا يقودنا نحو الكثير من الفوائد التي يمكن جنيها وحصدها، من تقوية الذات، وحضورها في علاقاتنا الاجتماعية، وفي مختلف مفاصل تعاملاتنا مع الآخرين، لكن الأهم أن هذا يوجه الأنظار نحو الأبناء الذين هم في مقتبل العمر، حيث من الأهمية البالغة على الأمهات والآباء والمعلمين، والمشتغلين في مجالات التربية، ورعاية النشء، أن تكون مفاهيم مثل تقوية الذات، وحضورها، ماثلة أمامهم، يغذون بها النشء، ليكبروا وهم متسلحون بالوعي، ومتمتعون بالصحة النفسية التي تمكنهم من مواجهة تحديات الحياة، وتقلباتها. أيضاً نحتاج للوعي والفهم بمتطلبات تأكيد الذات، وحدودها ومفاهيمها، حتى لا يتم تجاوزها نحو مفاهيم وسلوكيات أخرى، واعتبارها من الثقة بالنفس وتأكيد الذات، وهي لا تمت للثقة بأي صلة.
تأكيد الذات أن تدرك قدراتك ومواهبك، وتعرف عن نفسك، القدرة على العطاء والإنتاج، وهذه الجوانب هي التي تقدمها للآخرين في قوالب من الاحترام والتقدير، والمشاركة والبذل.
