يوسف أبولوز
مشاركة الإعلامي الفنان والمحترف باسم يوسف في معرض الشارقة الدولي استقطبت جمهوراً عريضاً يشير إلى وعي القارئ العربي من ناحيتين.. الأولى وعيه الثقافي، والثانية معرفته الثقافية أيضاً بالضيف المشارك، سواءً في المعرض أو تظاهرات فنية وأدبية وثقافية أخرى.
لمع نجم باسم يوسف، وانطفأ في الوقت نفسه إعلاميون وفنّانون وكتّاب عرب وغير عرب، كما وانطفأت نجوميات عربية وغير عربية في هذا الاختبار الثقافي والأخلاقي الذي يكشف عن تكوين الفنان أو الإعلامي أو الكاتب من الناحية الفكرية واللغوية والأدبية.
يعرف باسم يوسف اللغة الإنجليزية أكثر مما يعرفها أهلها الذين ينطقونها بلسانين نقيضين ومختلفين: اللسان الإنجليزي، واللسان الأمريكي، فيما الرجل الساخر، الذكيّ، المحاور بخفّة مدهشة باسم يوسف يمتلك لسانين هو الآخر، أكثرهما فصاحة لغته العربية وطبيعتها الشعبية أحياناً حين يتعلّق الأمر بالفكاهة، وهي في حالة باسم يوسف فكاهة سوداء، أما لسانه الإنجليزي اللغوي فهو قوّة إقناعية إعلامية بالنسبة إليه، وفي ضوء ذلك، اقتحم باسم يوسف قلاع الإعلام الغربي الذي يعتمد الإنجليزية في خطابه العام الموجّه إلى العالم كلّه، وبذلك، أحرج نجماً إعلامياً مثل (بيرس مورغان)، بآرائه وأفكاره التي قالها بكل هدوء وهو يضحك من دون تشنّجات وارتباكات بعض السياسيين.
باسم يوسف في معرض الشارقة الدولي، وفي الإمارات بلد الرأي الحرّ هو ليس سياسياً، أو مُؤدْلجاً أو معلباً فكرياً أو عقائدياً أو مذهبياً أو طائفياً.. الرجل أبعد ما يكون عن هذه الأطر الضيّقة المتعصّبة، فقط يستند في شخصيته المهنية إلى ما هو أخلاقي وإلى ما هو حرفي، ويعرف جيداً كيف يخدش أو يجرح من دون أنه يسيل الدم، ولكنه، يعرف كيف يسخر ويضحك فيما تسيل الدموع.
معرض الشارقة الدولي للكتاب.. معرض كفاءات ومعرض أخلاقيات يشارك فيه دائماً من هو صاحب كلمة حق وصاحب موقف شريف وراءه ثقافة وتربية سويّة، والأهم من ذلك وراءه تاريخه العربي والإسلامي والإنساني والعالمي الذي يجعل منه إنساناً مدنياً ومتمدّناً.. شجاعاً وهو يضحك.. وشجاعاً وهو يبكي.
تحدث باسم يوسف في معرض الشارقة للكتاب عن تجربته في الكتابة للطفل، وتحدث عن القراءة، والدروس الذي تعلّمها في حياته.. ومنها الضحك الذي مثل البكاء، غير أنه في حقيقته البكاء الذي مثل الضحك.. حدّ الجنون... ضع نجمة على كتفه.
