صحوة عالمية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

ما شهده العالم من تظاهرات، خلال الأسابيع القليلة الماضية، لوقف الحرب على غزة؛ يؤكد أن الشعوب في الغرب متقدمة كثيراً على أنظمتها وحكوماتها، وأكثر وعياً وتفهماً لحقيقة الحكم في إسرائيل، ولما يجري من مجازر بحق الأبرياء، وتدمير المدن والقرى والمخيمات والمستشفيات والمدارس؛ وهي جرائم حرب بحق الإنسانية، وعمليات إبادة وتهجير لم يحصل مثيل لها في العصر الحديث.

كبرى التظاهرات وأضخمها تلك التي جرت في عواصم ومدن الدول الغربية التي أعلن قادتها دعمهم لإسرائيل، وقاموا بزيارة تل أبيب، وأعربوا عن رفضهم لوقف إطلاق النار حتى لو كان ذلك لدواعٍ إنسانية.

من لندن ومدن بريطانية عدة، إلى برلين وغيرها من المدن الألمانية، إلى باريس والعديد من المدن الفرنسية، وبروكسل وأمستردام وأثينا ومدريد وبلغراد وسيدني وجاكرتا وغيرها، وصولاً إلى نيويورك وواشنطن، والكابيتول هول، ومنزل الرئيس جو بايدن في مدينة ويلمنغتون، رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وشعارات تدعو إلى وقف إطلاق النار، وفك الحصار؛ وذلك إنما يدل على أن هناك انفصالاً بين أنظمة الدول الداعمة لإسرائيل وشعوبها، وأن هناك شريحة واسعة من الشعوب، تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال على عكس حكوماتها.

الحرب على غزة، والتدمير الذي لحق بها، وسقوط آلاف الضحايا نتيجة لذلك، أوجد صحوة عالمية، تؤكد أن العالم بدأ يعي حقيقة الممارسات الإسرائيلية ضد شعب يعيش تحت الاحتلال والحصار.

إن ادعاءات الدفاع عن النفس، مسوغ بات مكشوفاً للتغطية على عمليات الإبادة التي ترتكب يومياً ضد شعب يمارس حقه المشروع في مقاومة الاحتلال، وفقاً للقرار (2649) الذي صدر عن الأمم المتحدة عام 1970 الذي يؤكد «شرعية نضال الشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية والأجنبية، والمعترف بحقها في تقرير المصير، لكي تستعيد ذلك الحق بأي وسيلة في متناولها». كما تؤكد ذلك اتفاقية لاهاي، واتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بحماية أسرى الحرب، وشرعية حمل السلاح لمقاومة المحتل.

القوانين الدولية تدحض كل محاولات تبرير العدوان الإسرائيلي على المدنيين، ومن خلال إنكار الدول الغربية لهذه القوانين للتغطية على الجرائم التي ترتكب، تعد بشكل أو بآخر شريكة بهذا الفعل.

عندما تقف شعوب العالم الغربي بالضد من سياسات حكوماتها، إنما تعبّر عن رفضها للحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني الأعزل، وتأييدها له في استعادة حقوقه، ورفضها لممارسات إسرائيل العنصرية.

من حق العالم أن يغضب ويستنكر ويهتف لفلسطين وشعبها أمام هول ما يجري على أرض غزة، ومن حقه أن يندد بالعدوان الإسرائيلي الذي خرج عن كل الضوابط الإنسانية، وتحول إلى انتقام وحشي ضد البشر والحجر والشجر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5c2p5tyx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"