لا سلاح.. لا انتصار

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لم يعد عجز دول حلف شمال الأطلسي، عن تزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة، لمواصلة قتالها ضد القوات الروسية، أو القيام بهجوم مضاد مسألة قابلة للنقاش، فهناك شبه إجماع بين كبار المسؤولين في الحلف وفي الدول التي تقدم الدعم العسكري لأوكرانيا، على أن ما قُدّم حتى الآن يكفي، وتقديم المزيد يتجاوز قدرات دول الحلف، الأمر الذي يضع أوكرانيا التي تطالب بالمزيد من الأسلحة والذخائر في موقف صعب جداً.

قبيل اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، ووزراء الدفاع، يوم أمس الأول في بروكسل، أقر الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بأن الوضع الميداني بالنسبة للقوات الأوكرانية «صعب»، لكنه شدد على تقديم المزيد من الدعم، «لتمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها»، ومع ذلك اعترف بأن «لا أحد يتوقع متى وكيف تنتهي الحرب»، إلا أنه اعتبر أن «القبول بالمفاوضات يكون نتيجة المزيد من الدعم الذي نقدمه لأوكرانيا».

في تحليل لمضمون تصريح ستولتنبرغ، من الواضح أنه يقرّ بصعوبة الموقف والقدرة على تحقيق انتصار عسكري، وأن تأكيده استمرار الدعم هو من باب الموقف المبدئي الذي لم يعد خياراً ممكناً لدول الحلف، وهو الموقف نفسه الذي عبّر عنه مساعده فان ويل بالقول إنه كلما طال أمد القتال في أوكرانيا، «أصبح من الصعب على دول الحلف مواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا»، وقال في مقابلة مع صحيفة «أساهي» اليابانية: «إن أوكرانيا تقاتل من أجل حريتها، ولكن في الوقت نفسه من أجلنا، وإذا بدا الكلل من المساعدة، فسيكون هذا ضربة للأمن الدولي».

إذاً،هناك إقرار بصعوبة الموقف العسكري للقوات الأوكرانية، وصعوبة استمرار تقديم الدعم العسكري، رغم التشديد على أهمية مواصلة القتال، الأمر الذي أشار إليه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الذي أعلن أن هدف الاتحاد الأوروبي المعلن سابقاً بتزويد أوكرانيا بمليون قذيفة في المستقبل القريب بعيد المنال، وأشار إلى أن التوقعات التي تحدثت عن عجز الطاقة الإنتاجية الأوروبية، تبين أنها صحيحة. وكانت صحيفة «بلومبيرغ» قد نقلت الأسبوع الماضي عن مسؤولين في إدارة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي أنه «من المستحيل الامتثال لطلب أوكرانيا بالحصول على مزيد من القذائف»، رغم العمل على زيادة الإنتاج.

وكان مصدر ألماني تحدث، يوم الأحد الماضي، عن موافقة الائتلاف الحاكم على مضاعفة المساعدات العسكرية التي تقدمها ألمانيا إلى أوكرانيا العام المقبل إلى 8 مليارات يورو.

روسيا من جهتها، ترى أن دول حلف الأطلسي «تلعب بالنار» بِشأن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، لكنها في الوقت نفسه تبدو مرتاحة لمسار المعارك، وهي تواصل هجماتها على مختلف الجبهات، ولا تعاني نقصاً في العتاد، وهو ما أشار إليه الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي بزيادة الهجمات الروسية، وتوقع المزيد من الهجمات قبل فصل الشتاء، ودعا الدول الغربية إلى زيادة إمداداتها العسكرية.

الموقف العسكري الأوكراني والغربي صعب جداً، وأفق تحقيق انتصار عسكري لا يبدو على المدى المنظور أو حتى البعيد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y9ebh2w4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"