سلام أبوشهاب
واحدة من القضايا المجتمعية المهمة التي تتطلب تكاتفاً وتعاوناً من مختلف القطاعات ذات العلاقة: سكن العزاب في الأحياء السكنية، الآخذ في الانتشار، والسبب الرئيسي في هذه القضية ضعاف النفوس من السماسرة الذين يحولون بنايات بأكملها في الأحياء السكنية لسكن العزاب لتحقيق أعلى نسبة من الأرباح.
البنايات التي يقطنها العزاب تكون معروفة وواضحة مقارنة بالبنايات السكنية التي تسكنها العوائل، فغالباً ما تكون بنايات العزاب قديمة، والمظهر الخارجي للبناية تسوده العشوائية بالذات في الشرفات والمنافذ، إلى جانب الأعداد الكبيرة من العزاب الذين يتواجدون بشكل دائم في مداخل هذه البنايات والساحات الملاصقة لها.
الأصل ألا تكون هناك بنايات لسكن العزاب بين العوائل في الأحياء السكنية، إلا أن بعض المختصين في مجال العقار يلجأون وبهدف الربح المادي إلى تحويل بناية قديمة بالكامل لسكن عزاب والتأجير بالغرفة وأحياناً بالسرير لتحقيق أعلى عائد مادي، وفي هذا مخالفة صريحة، والبعض الآخر يستأجر شققاً في البنايات التي تقطن فيها عوائل، ويقوم بتقسيمها لتأجير العزاب، ما يتطلب إعادة تنظيم سكن العزاب والقضاء على المظاهر غير الحضارية لبنايات العزاب.
الفائدة التي يحققها سكن العزاب دفعت بالعديد من المتطفلين إلى خوض هذا المجال من خلال استئجار الشقق وإعادة تأجيرها للعزاب في الأحياء السكنية المختلفة، وامتد الأمر إلى التأجير للعمال، على الرغم أن العمال توجد لهم مدن عمالية مجهزة في مناطق مختارة بعيداً عن الأحياء السكنية، إلا أن العمال الذين لا عمل لديهم بعد ترك شركاتهم يتاح لهم المجال للاستئجار في شقق للعزاب قد تكون في بناية كاملة للعزاب.
توجيهات المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة بتشديد الرقابة في ما يخص العزاب القاطنين في الأحياء السكنية والعمل على إعداد تشريعات حديثة تواكب التغيرات في مختلف أنواع السكن، خطوة مهمة من شأنها أن تسهم في الحد من آثار سكن العزاب الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، إلى جانب تعزيز استقرار الأحياء السكنية.
البلديات عليها مسؤوليات في هذا الجانب إضافة إلى الجهات الأخرى في التعامل مع هذه القضية المهمة، من خلال تكثيف حملات التفتيش على البنايات التي تتكدس بالعمال وسكن العزاب للوقوف على حجم المخالفات التي تمارس في مثل هذه البنايات، واتخاذ أقصى العقوبات تجاه المخالفين بالذات الأشخاص الذين يديرون شققاً كسكن للعزاب، ثم العمل على تخصيص مناطق لسكن العزاب بعيداً عن الأحياء السكنية للحد من الآثار الجانبية لهذه القضية المهمة.
