كارثية الحروب..

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

يوسف أبولوز

كارثية الحروب السيبرانية.. أُنهي قراءة كتاب «المنطقة المعتمة» للصحفي الأمريكي فرد كابلان بهذه المادة الموجزة فعلاً، فالكتاب كما قرأته يفيض بالمعلومات والقصص التي تشكل معاً التاريخ السري بل العلني اليوم للحروب السيبرانية التي ستقلب عمّا قريب من الزمن شكل وأدوات وآليات الحروب التقليدية، وأحسب أن العرب قبل أي أمة أخرى عليهم قراءة هذا الكتاب، بل قراءة مواقع الخطورة فيه التي تتصل بكون السيبرانية ليست مجرد علم اليوم، بل هي مصدر تهديد يتطلب الآلاف من الفرق المدرّبة، والمهنية في هذا المجال الحاسوبي الخطير.

السيبرانية أيضاً «هَوَس» كما يقول كابلان، وحروبها مركبة من منظومة برمجيات مرعبة من بينها برنامج يسمى «لهب».. «.. هو برمجية خبيثة متعددة الأغراض.. وحالما يصيب «لهب» هذا أحد الحواسيب يمكنه سرقة الملفات ورصد الشاشات وضغطات المفاتيح، وتشغيل وظيفة تسمى «بلوتوث» الخاصة، كما يقول كابلان بالجهاز وسرقة البيانات في معظم الهواتف الذكية».

إذاً، ليست الدول ومؤسساتها الحيوية هي وحدها معرضة لهجومات سيبرانية مفاجئة وكارثية، بل، الأفراد هم أيضاً في عين هذه العاصفة البرمجية الرقمية.

ولكن، ماذا عن دور بعض الشركات والبنوك في هذه العاصفة السسيبرانية؟ يقول كابلان.. إن إحدى الشركات (سويسرية) باعت لمسؤولين في الصرب إحدى البرمجيات المتعلقة بنظام الهاتف لديهم، وفي أثناء قيام الولايات المتحدة بإسقاط نظام ميلوسيفيتش أعطت هذه الشركة الرموز الأمنية للاستخبارات الأمريكية.

لا يتوقف الأمر عند المصالح المتبادلة بين بعض الشركات وبعض الجهات ذات الصلة بالحرب السيبرانية، بل هناك تعاون مباشر بين هذه الجهات لسرقة البيانات وما يُسمى التعليمات البرمجية، وهي القضية السياسية والقانونية الكبرى التي ظهرت في الولايات المتحدة حين وضع الكونجرس قانوناً أو مشروع قانون يقضي بتشارك الشركات مع وكالة الأمن القومي الأمريكي في المعلومات حول الأفراد.. الوكالة التي يقول كابلان إنها تضم 25 ألف شخص، وتأسست في العام 1952.

أختم في قراءة هذا الكتاب المخيف فعلاً بمقاربات كابلان للسيبرانية يقول.. «.. كانت المفاهيم الأساسية للسيبرانية – مهاجمة شبكة الحاسوب، وحماية شبكة الحاسوب واستغلالها لكن كما يقول كابلان إن الورقة الرابحة كانت دائماً وأبداً «الاستغلال»..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/rs58fv7f

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"