قل ماذا رأيت في الشارقة.. أقل لك من أنت

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

- إذا قلت إنك رأيت الآلاف من المساجد وقبابها ومعمارها الروحي والفني والجمالي في أحياء وميادين وفرجان الشارقة.. أقل لك إنك قريب من الله، وأرضيتك البشرية موصولة بالسماء.
-.. إذا قلت إنك استمعت إلى ديوان العرب في بيت الشعر في الشارقة القديمة، وسألت عن شجرة الرولة، وتجولت في الهواء الطلق للقصباء.. أقل لك إنك شاعر.
- إذا قلت إنك تتبعت أثر عبدالله المناعي، وسالم الحتاوي، وصقر الرشود، وحميد سمبيج، ويحيى الحاج، بالقرب من قاعة إفريقيا – مقابل مبنى البريد المركزي.. أقل لك إنك مسرحي.. بل، تحب المسرح.
-.. إذا قلت إنك ذهبت وراء سرديات اللون والضوء والظلال في متاحف الشارقة، أقل إنك رسام.
- إذا قلت إنك رأيت النور والأنوار في بيت الحكمة بالقرب من المدينة الجامعية في ذلك الأفق الأخضر المفتوح تحت الشمس.. أقل لك إنك قارئ.
- إذا قلت إنك مررت بتلك الهضبة الزراعية الخضراء مقابل سوق الجبيل، وبالقرب من السوق الإسلامي قديماً.. أقل لك إنك ابتسمت، حين قرأت «ابتسم أنت في الشارقة».
- إذا قلت إنك زرت منطقة الحيرة بالقرب من البحر لكي تتقصى إشارات المكان وروحه العتيقة.. أقل لك إنك كنت تبحث عن أثر ما من جماعة الحيرة الأدبية الشعرية، فأنت باحث.
- إذا قلت إنك ماخوذٌ بالجبال وصورة الحجر وعبقرية الأرض التي تتشكل من العلو والانخفاض، من رؤوس الحجارة وحتى الغيوم.. أقل لك إنك كنت في طريقك إلى خورفكان.
- إذا قلت إنك رأيت مدرجات الماء والزرع، ورأيت طبقات من العشب والشجر الجبلي، ورأيت معجزة اختراق الجبل بالطرق الهادئة الأمنة.. أقل لك إنك كنت في وادي الحلو.
- إذا قلت إنك صادقت النوارس في محاذاة الشارع المؤدي إلى ميناء خالد، ورأيت الطير مبتهجاً بالغيم حول البحيرة، وجلست إلى الشاطئ المقابل للخالدية وإنك أردت أن تتبع أثر البحّار العتيق في الخان، وإنك تحب البحر، وتثق بلغة الماء.. أقل لك إنك كاتب.. كاتب تحب الوصف والصورة والحياة..
- إذا قلت إنك تنهض مبكراً، وتملأ رئتيك بهواء البحر ماشياً حافياً على الرمل، أو تملأ قلبك بصورة شجر الغاف والسدر على طول شريط الرمل الحرير من مكان إلى آخر في إمارة الكتاب والكتابة، أقل لك: إن الله أعطاك القلم والورقة، فاكتب، ثم اكتب.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3b2ked5u

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"