«كوب 28».. ثقافياً

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

لم يقتصر اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعاليات الدولية الكبرى على عقد مؤتمرات متخصصة تعالج قضايا البيئة والمناخ وكوكب الأرض مثل ما يجري الآن على نطاق عالمي واسع في (كوب 28) في مدينة إكسبو في دبي، بل، ظهرت في الإمارات مؤلفات ذات صلة بقراءة ظواهر مناخية وجغرافية وبيئية بأقلام باحثين ومفكرين مرموقين في العالم، ويحملون فكراً علمياً يقرأ بتخصص بحثي الظواهر الطبيعية هذه، وعلاقتها بالثقافة والإنسان والعلوم الإنسانية، وأمامي الآن، ثلاثة كتب في هذا السياق صدرت في إطار مشروع الترجمة (كلمة) في أبوظبي، كما صدرت في السنوات الأخيرة في الإمارات العديد من الكتب البحثية والموضوعة والمترجمة تكرّس كلها ثقافة المناخ والظواهر المتعلّقة به، وتعود لتؤكد هذه الكتب على وطن البشرية الواحد وهو الأرض وقراءة ما يحيط بها (الهواء مثلاً)، وما يمور ويتحرك في أحشائها (الزلازل والبراكين)، وما يقسو عليها (الأبخرة الصناعية والكيماوية والغيم البشري السام).
انتبهت جيداً على نحو شخصي لهذه الكتب الصادرة في الإمارات، ورأيت أنها تخدم القارئ من حيث مستقبله البشري، ومستقبل الكوكب الذي يعيش عليه.
ورأيت بالتالي، أن الثقافة في الإمارات هي ذات طابع موسوعي تعدّدي، سواء في الفكر أو الفلسفات أو القراءات التي تتوجه إلى الإنسان، أو تلك التي تتوجه، مرة ثانية، إلى أمّه الأرض.
نعم، الأرض أمُّ البشر، ونحن أبناؤها وبناتها، ومن يحافظ على أمّه الكبرى (الأرض) يحافظ تلقائياً على وطنه، ومن يحافظ على وطنه، يحافظ بالضرورة على بيته، وحياته، وحياة (الآخر) الذي هو جاره أو صديقه في قارّات وأقاليم العالم، وفي حالة كوكبية وجودية كبرى كهذه لا يوجد (آخر) بالنسبة له، وبالنسبة لي، بل، كلنا في العالم سكان كوكب واحد يرمز إلى الأخوة البشرية التلقائية أمام أي كارثة يمكن أن تؤذي مكان السكن العالمي هذا.
أحيلك، الآن، إلى الكتب التي لم يكن لك أن تقرأها وأنت تتابع الحدث العالمي الأخوي في الإمارات (كوب 28)، وهي: كتاب: (مادة الهواء) للأكاديمي الإنجليزي ستيفن كونور، ترجمة فاطمة غنيم. وكتاب: (حدود المادة: الكيمياء، والتعدين والتنوير) للباحث السويدي يلمار فورش، ترجمة تحسين الخطيب. وكتاب: (كوكب الحشرات: نشوء الحشرات وصعودها)، للباحث الأمريكي سكوت ريتشارد شو، ترجمة ابتسام خضراء. وكلها صدرت في الإمارات في الأعوام الماضية.
توازن الإمارات في سياستها الثقافية بين العلوم البيئية والمناخية والجغرافية والتاريخية، وبين الأدب والفنون والتاريخ والمعرفة التي تحفظ كرامة الإنسان وتطمئنه على مستقبله البشري.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ym9kawnv

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"