إرث متجدد

00:55 صباحا
قراءة دقيقتين

مسؤولياتنا كأفراد اتجاه البيئة لم تبدأ من مؤتمر كوب ٢٨، اهتمامنا بالبيئة متأصل من ديننا وعاداتنا وإرثنا الاجتماعي الذي نحمله بعواطف جياشة اتجاه الطبيعة، فقد كان أجدادنا على الرغم من ضنك الحياة وقسوتها قبل ظهور النفط لم يتجرأ أحدهم ليقص شجرة خضراء يانعة من أجل بيع أغصانها، إنما كانوا يبحثون بحرص عن الأشجار الميتة ليجمعوا أغصانها ليحتطبوا منها، للدفء أو لبيعها، ومن ذلك الجيل ما زالت تلك الممارسات الحريصة على البيئة والصديقة لها تتجدد وتزداد.

فنحن أبناء الأجداد نتعهد بيئتنا جيلاً بعد جيل، الأم تحرص على ري الأشجار وزراعتها، وتشجع أبناءها على الحفاظ عليها، حتى الزهرة منها لا تقتطف غير تلك الواقعة تحت أمها، ووالدنا مؤسس الدولة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، له مواقف كثيرة للمحافظة على البيئة، وهو من خضر الصحراء، بعدها نصحه الخبراء باستحالة زراعتها، إلا أنه آمن بأن يقوم بدوره، ويوفر كل ما يمكن أن يحول الصحراء إلى جنة، وقد فعل وأبهر، ليس في زرع الصحراء فحسب، إنما في كل مواقفه كان صديقاً للبيئة ولم ينس حتى الطيور المهاجرة كان لها نصيب من المياه التي كان يحرص على توفيرها في نصف الصحراء.

ناهيك عن المخططات العمرانية التي تغيرت للحفاظ على الأشجار المعمرة، كما كان يفعل الشيخ صقر القاسمي، رحمه الله، حاكم رأس الخيمة سابقاً، والكثير من المزارعين أطلقوا مبادرات لزراعة الأشجار الطبيعية، غير مبادرات الجهات المختصة لتوزيع الشتل الزراعية، وممارسات فردية وجماعية، إلا أنها تخلق وتؤسس لثقافة متوارثة أباً عن جد، للحفاظ على البيئة، ولدينا قصص شتى في كل إمارات الدولة، وتلك الممارسات تؤثر بشكل أو بآخر في البيئة وتحافظ عليها.

نعم على الدول العظمى وخاصة الصناعية منها الدور الأكبر للتقليل من الانبعاثات والغازات الضارة، ودولتنا بسخائها وتقديمها الدعم للاستدامة المحافظة على البيئة، ومبادراتها المختلفة باتجاه استخدام الطاقة النظيفة، خاصة مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإطلاق صندوق بقيمة ٣٠ مليار دولار يعنى بالحلول المناخية وبالاستدامة البيئية، يحتم علينا كأفراد مواكبة تلك المبادرات.

نستضيف العالم في مؤتمر «كوب ٢٨»، ونرحب بشتى الأفكار والمبادرات المحافظة على الاستدامة لنحقق شعار «نتحد ونعمل وننجز»، فالاستدامة في الإمارات هي الماضي الحاني على الطبيعة والحاضر المتصالح معها، والمستقبل الذي يطورها لنا وللأجيال القادمة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/n2fvh28c

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"