عادي
جنرال أمريكي يحذر..

«النووي» في الحرب الأوكرانية ليس مجرد تهديد.. كيف بات الخطر وشيكاً؟

14:26 مساء
قراءة 4 دقائق
«النووي» في الحرب الأوكرانية ليس مجرد تهديد.. كيف بات الخطر وشيكاً؟

«الخليج» - وكالات

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا مطلع العام الماضي، والتلويح باستخدام القوة النووية لا يكاد يفارق مجريات الأمور في كل تصعيد أو تقدم على مستوى الجبهات من الجانبين واتجهت تلك التلويحات إلى الجدية بعد القرار الروسي الذي سمح بنشر دفعة أولى من الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا في خطوة يقول بوتين إنها مصممة لتذكير كل مَن «يفكر في إنزال هزيمة استراتيجية بنا».

وسلطت صحيفة الديلي ميل البريطانية الضوء على إحتمالات أن تضطر روسيا لاستخدام قدراتها النووية حال تعرضت لهزيمة قوية في أي جبهة من جبهات القتال المشتعلة منذ عامين لاسيما أن تخسر أمام القوات الأوكرانية جزيرة القرم التي ضمتها في 2014 وهو سيناريو يخشاه حلفاء أوكرانيا ورجح احتمالات تنفيذه معظم القادة الغربيين وفي الولايات المتحدة.

وأكدت الصحيفة أن التلويح المستمر من قبل روسيا متمثلة في رئيسها فلاديمير وبويتن وجنرلاته العسكريين ليست مجرد تهديدات عبثية في الحرب المستعرة منذ قرابة العامين.

وحذر جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي من أن فلاديمير بوتين قد يلجأ إلى نشر أسلحة نووية في حربه ضد أوكرانيا إذا شعر الرئيس الروسي بأن قواته تواجه الهزيمة في ساحة المعركة.

وقال كيفين رايان، الذي شغل منصب رئيس أركان قيادة الدفاع الصاروخي والفضاء في الجيش، إن الحرب النووية هي خيار «ممكن تمامًا» بالنسبة لبوتين إذا حققت القوات الأوكرانية مكاسب في ساحة المعركة وحتى لو استعادت السيطرة على الأراضي التي استولت عليها مثل شبه جزيرة القرم. بحسب ديلي ميل

1
  • «ردع حكيم»

وقال رايان، الذي عمل أيضًا كملحق دفاعي لدى روسيا، إن موسكو ليست في حالة حرب مع أوكرانيا فحسب، بل مع الغرب أيضًا ولهذا السبب من المرجح أن يرى بوتين استخدام الأسلحة النووية التكتيكية وسيلة ردع حكيمة.

وقال رايان «قد يبدو ضرب أوكرانيا بالأسلحة النووية بمثابة «مبالغة» في حرب ضد أوكرانيا لوحدها، ولكن في حرب ضد الغرب، يمكن اعتباره ردعًا حكيمًا». وأضاف «خلاصة القول هي أن استخدام السلاح النووي أمر ممكن تماماً ويمكن استبعاد النتائج السلبية إذا كان البديل هو الهزيمة».

ويقول إنه إذا بدأت القوات الأوكرانية في تحقيق مكاسب في ساحة المعركة، فإن بوتين وقادته العسكريين لن يترددوا تدريجياً في احتمال نسف الأراضي الأوكرانية بأسلحة نووية تكتيكية.

  • خمسة أضعاف هيروشيما

وتصل قوة الأسلحة النووية التكتيكية إلى 100 كيلو طن، أي خمسة أضعاف كمية القنابل الذرية الأمريكية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي في عام 1945.

ويؤكد: «في ما يتعلق بتشعيع روسيا للأراضي التي خضعت لسيطرتها والتي تعتبرها جزءاً اصيلاً منها، أعتقد أن القادة الروس سيقارنون ذلك بخسارة الحرب أو بخسارة شبه جزيرة القرم مثلاً أو جزء كبير من جيشهم»، مؤكداً «في تلك الحالات لن تكون هذه تجارة سيئة بالنسبة لروسيا».

«النووي» في الحرب الأوكرانية ليس مجرد تهديد.. كيف بات الخطر وشيكاً؟

وأضاف العسكري الأمريكي أن «السبب الوحيد وراء عدم قيام بوتين بنشر أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا حتى الآن هو أن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره من قبل كييف يتباطأ قبل فصل الشتاء الثاني للحرب».

ولم يتمكن الجنود الأوكرانيون من تحقيق مكاسب كبيرة ضد القوات الروسية المتحصنة في الأراضي التي تم الاستيلاء عليها خلال هجومهم المضاد، ولا تزال الخسائر في كلا الجانبين تتزايد والتي تقدر بالفعل بمئات الآلاف.

ويرى الجنرال الأمريكي أن السبب الوحيد الذي جعلنا لا نرى أسلحة نووية تكتيكية هو أن «الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا لم يكن ناجحاً كما كان مأمولاً».

وفي الواقع، حذر بوتين منذ اندلاع الحرب في فبراير/ شباط 2022 من أن موسكو مستعدة لاستخدام «جميع الوسائل المتاحة» لصد الهجمات على الأراضي الروسية التي يعتبرها «تهديات وجودية» في إشارة إلى ترسانتها النووية.

  • الأسلحة النووية التكتيكية

ويعتقد أن روسيا تمتلك نحو 2000 سلاح نووي تكتيكي - مقارنة بـ 100 سلاح لدى الولايات المتحدة - والتي تشمل قنابل يمكن حملها بالطائرات، ورؤوساً حربية لصواريخ قصيرة المدى وقذائف مدفعية.

الأسلحة النووية التكتيكية مخصصة للاستخدام في ساحة المعركة ولها مدى قصير وعائد إشعاعي منخفض مقارنة بالرؤوس الحربية النووية الأكثر قوة المجهزة بالصواريخ طويلة المدى القادرة على تدمير المدن.

وتعتبرها موسكو وسيلة للتعويض عن قوة حلف شمال الأطلسي في الأسلحة التقليدية المتقدمة منذ الحرب الباردة.

يقول ريان: «على الرغم من أن الغرب اعتمد بشكل أكبر على الأسلحة التقليدية منذ نهاية الحرب الباردة، إلا أن روسيا اضطرت إلى الاستمرار في الاعتماد على الأسلحة النووية التكتيكية لتكون مستعدة لتحقيق أهداف في ساحة المعركة».

ويؤكد رئيس الأركان الأمريكي أن «القادة العسكريين الروس يعتبرون الأسلحة النووية التكتيكية أداة تصعيد صالحة ومفيدة»، «وكذلك يفعل بوتين».

ورفعت روسيا في السنوات الأخيرة عتبة استخدامها للأسلحة النووية في عقيدتها العسكرية من «المواقف الحاسمة للأمن القومي للاتحاد الروسي» في عام 2000 إلى «العدوان الأكثر دقة الذي ينطوي على استخدام الأسلحة التقليدية الذي يجعل وجود الدولة نفسه تحت التهديد» في عام 2014.

«النووي» في الحرب الأوكرانية ليس مجرد تهديد.. كيف بات الخطر وشيكاً؟
  • أوكرانيا ساحة معركة أولى

وحذر رايان من أن أوكرانيا هي مجرد «ساحة المعركة الأولى» في حرب روسيا مع الغرب، مشيرًا إلى كيفية قيام بوتين بإعداد روسيا «لصراع أكبر» مع حركة القوات والأسلحة النووية إلى بيلاروسيا.

وقال مسؤولون في موسكو ومينسك إن الرؤوس الحربية المرسلة إلى بيلاروسيا يمكن أن تحملها طائرات الهجوم البيلاروسية من طراز Su-25 أو يمكن تركيبها على صواريخ إسكندر قصيرة المدى.

وبحسب المسؤول الأمريكي فإن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومعظم دول حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أعتقد أنهم يعلمون جيداً أن هذه ليست سوى حرب بين روسيا وأوكرانيا، حرب يمكننا أن نكون فيها على الخطوط الجانبية ونساعد، بل حرب على الغرب عموماً.

ويؤكد خبراء عسكريون أن نشر الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا، التي لديها حدود طولها 673 ميلاً مع أوكرانيا، يسمح للطائرات والصواريخ الروسية بالوصول إلى أهداف محتملة في الغرب بسهولة أكبر وبسرعة إذا قررت موسكو استخدامها.

كما أنها ستزيد من قدرة روسيا على استهداف العديد من أعضاء الناتو في شرق ووسط أوروبا بالأسلحة النووية التكتيكية، التي قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إنها أقوى بحوالي خمس مرات من القنبلة الذرية الأمريكية التي أسقطتها على هيروشيما وناجازاكي في عام 1945.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ymv9bw5p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"