عادي

أرمينيا وأذربيجان تتجهان لتطبيع العلاقات بعد عقود من النزاع

15:25 مساء
قراءة 3 دقائق
أرمينيا وأذربيجان تتجهان لتطبيع العلاقات بعد عقود من النزاع
أرمينيا وأذربيجان تتجهان لتطبيع العلاقات بعد عقود من النزاع
يريفان- أ.ف.ب
اتفقت أرمينيا وأذربيجان على اتّخاذ إجراءات ملموسة باتّجاه تطبيع العلاقات، وتبادل أسرى الحرب، في بيان مشترك أشادت به تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، باعتباره انفراجة بعد ثلاثة عقود من النزاع على جيب ناغورني كاراباخ.
ودار نزاع لعقود بين البلدين للسيطرة على إقليم ناغورني كاراباخ الذي استعادته أذربيجان في هجوم خاطف على الانفصاليين الأرمن في سبتمبر/ أيلول.
وأشار البلدان إلى إمكان التوقيع على اتفاق للسلام بحلول أواخر العام، لكن محادثات السلام التي لعب كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا دور الوسيط فيها، على حدة، لم تحقق أي تقدم يذكر. واتفق الطرفان في بيان مشترك، الخميس، على اغتنام «الفرصة التاريخية لتحقيق السلام الذي طال انتظاره في المنطقة».
وأكّدا «نية تطبيع العلاقات والتوقيع على اتفاق سلام». ولفت البيان إلى أن باكو ستطلق سراح 32 من أسرى الحرب الأرمن، بينما ستفرج يريفان عن جنديَين أذربيجانيَين. وذكر البلدان أنهما «سيواصلان مناقشة إجراءات إضافية لبناء الثقة سيتم اتخاذها في المستقبل القريب، ودعوة المجتمع الدولي لدعم جهودهما». وتم التوصل إلى الاتفاق خلال محادثات بين مكتب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، وإدارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وفي إشارة إلى حسن نيتها، أعلنت أرمينيا سحب طلبها لاستضافة مؤتمر الأطراف حول المناخ «كوب29» العام المقبل، ممهدة بذلك الطريق أمام ترشيح أذربيجان.
وتتناوب مناطق العالم على استضافة المفاوضات السنوية بشأن مكافحة تغيّر المناخ، وهي ما تعرف بمؤتمرات الأطراف حول المناخ «كوب»، ومن المقرر أن تستضيفها دولة بأوروبا الشرقية في العام 2024.
وجاء في البيان المشترك: «في بادرة نابعة من حسن نية، تدعم جمهورية أرمينيا طلب جمهورية أذربيجان لاستضافة (مؤتمركوب29)، من خلال سحب ترشيحها». وأضاف البيان: «تأمل أرمينيا وجمهورية أذربيجان أن تدعم الدول الأخرى ضمن مجموعة أوروبا الشرقية أيضاً طلب أذربيجان لاستضافة المؤتمر».
وسيتوجب على مجموعة دول أوروبا الشرقية أن تُجمع على اختيار الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف حول المناخ «كوب29»، لكن يُقال إن روسيا تعارض فكرة أن تستضيف دولة عضو في الاتحاد الأوروبي هذا المؤتمر وسط تصاعد التوترات بين موسكو والتكتل الأوروبي على خلفية الحرب في أوكرانيا.
لذلك، اعتُبرت أرمينيا وأذربيجان - وهما غير منضويتين في الاتحاد الأوروبي - أنهما مرشحتان، غير أن الهجوم الأذربيجاني في سبتمبر/ أيلول على الانفصاليين الأرمن في ناغورني كاراباخ أدى إلى تفاقم التوترات مع موسكو.
وأفادت الخارجية الأرمينية بأن يريفان «ردت إيجاباً على عرض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تنظيم الاجتماع بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان، في واشنطن».
ورحّبت تركيا بالاتفاق على تبادل أسرى الحرب والعمل على تطبيع العلاقات بين الخصمين التاريخيين.
وقالت وزارة الخارجية التركية: «نأمل أن يتم توقيع اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا في أقرب وقت ممكن».
وأشاد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بإعلان، الخميس، في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي واصفاً إياه بـ«الخطوة المهمة». وقال: «يسرّني أن أرحب بالإنجاز الكبير في العلاقات الأرمينية الأذربيجانية مع إصدارهما بياناً مشتركاً».
ورحبت الولايات المتحدة أيضاً بالإعلان، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، في بيان الخميس: «يمثل هذا الالتزام إجراء مهماً لبناء الثقة بينما يعمل الجانبان على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق للسلام وتطبيع للعلاقات».
والتقى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، عدة مرات لإجراء محادثات التطبيع بوساطة أوروبية، غير أن العملية تعثرت خلال الشهرين الماضيين، بسبب فشل جولتين من المفاوضات.
ومنتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، رفضت أذربيجان المشاركة في مفاوضات مع أرمينيا كان مقرراً عقدها في الولايات المتحدة في 20 من الشهر نفسه، بسبب ما وصفته باكو بموقف واشنطن «المنحاز».
وفي أكتوبر/ تشرين الأول، رفض علييف المشاركة في مفاوضات مع باشينيان في إسبانيا بسبب «تصريحات مؤيدة لأرمينيا صادرة عن مسؤولين فرنسيين». وكان من المقرر أن ينضمّ كلّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، إلى شارل ميشال في الوساطة في تلك المفاوضات. ولم يتم إحراز أي تقدم ملموس حتى الآن في جهود الاتحاد الأوروبي لتنظيم جولة جديدة من المفاوضات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n96c7mm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"