أكد مركز دراسات ألماني أن الوعود الغربية بمساعدات جديدة لأوكرانيا عند «أدنى مستوياتها»، في وقت مني فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن بنكسة سياسية مهمة حين أحبط الجمهوريون في مجلس الشيوخ في تصويت إجرائي خطته لتوفير حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بأكثر من 60 مليار دولار ومساعدات عسكرية طارئة لإسرائيل بقيمة 14 مليار دولار.
وأفاد معهد «كييل» الألماني للبحوث، أمس الخميس، بأن وتيرة الوعود الغربية بمنح أوكرانيا مساعدات جديدة تباطأت بشكل ملحوظ على خلفية خلافات سياسية في أوروبا والولايات المتحدة، لتبلغ أدنى مستوى لها منذ فبراير/ شباط 2022. وقال المعهد الألماني الذي يحصي المساعدات العسكرية والمالية والإنسانية التي تم التعهد بها وتسليمها إلى أوكرانيا «تشهد دينامية دعم أوكرانيا تباطؤاً. بلغت التعهدات بالمساعدات أدنى مستوياتها بين أغسطس/ آب، وأكتوبر/ تشرين الأول 2023، بانخفاض قدره 90% مقارنة بالفترة نفسها في عام 2022».
وبحسب بيانات المعهد، تبلغ الالتزامات الجديدة التي تم التعهد بها بين مطلع أغسطس، ونهاية أكتوبر، 2.11 مليار يورو، أي بتراجع نسبته 87% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022. ويُعدّ هذا المبلغ «أدنى» مبلغ فصلي من الالتزامات منذ بداية الحرب.
ومنذ بداية الحرب، قدّم حلفاء أوكرانيا والمنظمات الدولية الكبرى، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وعوداً بمنح كييف إجمالي مساعدات يناهز 255 مليار يورو. تشمل هذه الالتزامات 141 مليار يورو من المساعدات المالية، ونحو 16 مليار يورو من المساعدات الإنسانية، و98 مليار يورو من المساعدات العسكرية.
وأعلنت الحكومة اليابانية، أمس الأول الأربعاء، أنها ستقدم مساعدة لأوكرانيا بمبلغ 4.5 مليار دولار، منها مليار دولار مباشر، والبقية من خلال البنك الدولي، خلال اجتماع افتراضي لقادة مجموعة السبع. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لقادة مجموعة السبع، إن الرئيس الروسي يعول على «انهيار» الدعم الغربي لأوكرانيا، مضيفاً أن الجيش الروسي «زاد الضغط بشكل كبير» على الجبهة. وصرّح زيلينسكي خلال مؤتمر افتراضي لقادة مجموعة السبع بأن «روسيا تأمل بشيء واحد فقط: أن تنهار وحدة العالم الحر العام المقبل. وتعتقد روسيا أن أمريكا وأوروبا ستظهران ضعفاً، وستضعان حداً لدعمهما لأوكرانيا بالمستوى الملائم».
وفي انتكاسة فادحة للدعم، رفض مجلس الشيوخ الأمريكي طلباً قدمه البيت الأبيض لإقرار حزمة مساعدات طارئة بقيمة 106 مليارات دولار، تستفيد منه بالدرجة الأولى أوكرانيا وإسرائيل. وفي التصويت التمهيدي الذي أجري في مجلس الشيوخ لتحديد ما إذا كان ينبغي لهم طرح طلب الميزانية المعني للتصويت، صوّت السيناتور المستقل بيرني ساندرز، بالإضافة إلى العديد من الجمهوريين، ب«لا». ومشروع القانون من شأنه توفير نحو 50 مليار دولار من المساعدات الأمنية الجديدة لأوكرانيا بالإضافة إلى أموال للمساعدات الإنسانية والاقتصادية للحكومة في كييف. كما نص على تقديم 14 مليار دولار لإسرائيل التي تشن حرباً على غزة.
وتمثّل هذه الخطوة هزيمة نكراء للرئيس جو بايدن الذي كان قد حذّر الكونغرس قبل ساعات من ذلك، من أنه إذا انتصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه في أوكرانيا، فإن جيشه لن يتوقّف عند حدود هذا البلد، إذ يمكن أن يذهب إلى مواجهة مع حلف شمال الأطلسي. (وكالات)
