عادي

بعدما فرضته إسرائيل على خان يونس.. ما هو الحزام الناري؟

16:49 مساء
قراءة 3 دقائق
قطاع غزة (أرشيفية)
قطاع غزة (أرشيفية)
«الخليج» - وكالات
بدأت القوات الإسرائيلية في تفعيل سياسة الحزام الناري على مدينة خان يونس في جنوب غزة والتي طبقتها في بداية حربها التي دخلت مؤخراً شهرها الثالث على مناطق شمال القطاع، حيث تهدف من خلالها إلى عزل المناطق المستهدفة وقطع الطرق وجميع الممرات إليها، وذلك في أعقاب الفيتو الأمريكي الذي أفشل قراراً في مجلس الأمن يقضي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وأمرت إسرائيل السكان بمغادرة وسط مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة السبت، وقصفت القطاع من الشمال إلى الجنوب.
وتحدث بعض السكان عن سماع قصف دبابات واشتباكات عنيفة بالأسلحة بين القوات الإسرائيلية والمقاتلين الفلسطينيين وسلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية مع سعي القوات للتوغل غرباً.
وقالت زينب خليل (57 عاماً)، التي نزحت مع 30 من أقاربها وأصدقائها في خان يونس قرب شارع جلال، حيث أمرت القوات السكان بالمغادرة: «قد تكون مسألة وقت قبل أن يقتحموا منطقتنا أيضاً. كنا نسمع القصف طوال الليل».
وتابعت: «لا ننام بالليل، نظل صاحيين، نحاول ننيم الأطفال، نظل صاحيين من الخوف من قصف المكان فنضطر نركض ونحن نحمل الأطفال. وفي النهار تبدأ مأساة أخرى وهي: كيف نطعم الأولاد؟».
وفي وسط غزة قال سكان محليون إن الدبابات الإسرائيلية استأنفت قصف مخيمي البريج والمغازي للاجئين. وذكر مسؤولو صحة فلسطينيون أن سبعة فلسطينيين قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية في البريج.
  • ما هي سياسية الحزام الناري؟
سياسة «الحزام الناري» هي سياسة استخدمها الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى في الحرب على غزة عام 2021، وهي عبارة عن قصف عنيف ومتواصل لساعة كاملة، يتم فيها استخدام الصواريخ الثقيلة تصل إلى أمتار في عمق الأرض، يقصف فيها في آن واحد أحياء بأكملها، تهدف إلى محاولة محو أو مسح أحياء بأكملها.
وتنفذ القوات الإسرائيلية في الوقت الراهن سياسة «الحزام الناري»، لتحقيق أهداف عسكرية في قطاع غزة الذي تفرض عليه حصاراً مطبقاً، وذلك قبل بدء عمليتها البرية المحتملة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.
وفي خان يونس تحديداً تحاول إسرائيل عزل خان يونس عن محيطها، وخاصة طريق رفح جنوباً، حيث تستهدف الطائرات الطريق الواصل بين المدينتين وكذلك مدن الشمال التي تحولت فعلياً إلى حقول مدمرة جراء القصف المتواصل منذ شهرين.
وأكّدت إسرائيل السبت عزمها على «تكثيف الضغط» في هجومها على «حماس» بغزة، غداة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية».
وقالت «حماس» إنّ الغارات ترافقت «مع قصف مدفعي إسرائيلي مكثّف على محيط مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، جنوب القطاع».
ودعا قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي السبت إلى «تكثيف الضغط» العسكري على «حماس»، بينما أعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي عبر القناة الإسرائيلية الثانية عشرة أنّ «أكثر من سبعة آلاف مقاتل من حماس» قُتلوا في غزة.
وفي بداية هجومه البري طلب الجيش الإسرائيلي من سكان شمال قطاع غزة التوجه إلى الجنوب، لكن مع احتدام القتال في الجنوب وبعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض في الأمم المتحدة ضد قرار يقترح وقف إطلاق النار، تتزايد مخاوف السكان المدنيين في قطاع غزة، خصوصاً في جنوبه.
واتّجه جزء كبير من السكان الذين شرّدتهم الحرب والبالغ عددهم 1.9 مليون نسمة، إلى جنوب القطاع، لتتحول رفح الحدودية مع مصر إلى مخيم ضخم للاجئين.
  • أثر كارثي في الصحة
وألحقت الحرب أضراراً واسعة ودماراً كبيراً ببنى مدنية في القطاع، خصوصاً المستشفيات والمرافق الصحية.
وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في افتتاح جلسة استثنائية للمجلس التنفيذي للمنظمة مخصّصة للبحث في تبعات الحرب، من أثرها «الكارثي» في الصحة.
وأكد أنّ أفراد الطواقم الصحية يؤدون مهمات مستحيلة في ظروف صعبة.
وتتزايد بشكل ملحوظ أمراض معدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية وسط الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في الملاجئ التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جنوب القطاع.
وقالت أديل خضر المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط: «أجبر زهاء مليون طفل على النزوح قسراً من منازلهم، ويجري دفعهم أكثر فأكثر نحو الجنوب إلى مناطق صغيرة مكتظة بلا ماء ولا طعام ولا حماية».
وأضافت: «القيود المفروضة على إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة وعبره هي حكم آخَر بالموت على الأطفال».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdnabmkk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"