عادي
متجاهلة التزامات سابقة بمراجعة القرار واحتمال إلغائه

واشنطن تتمسك بتصنيف كوبا دولة راعية للإرهاب

01:05 صباحا
قراءة 3 دقائق
مجموعة من الكوبيين خلال محاولتهم الوصول إلى فلوريدا في الولايات المتحدة (اف ب )

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن تمسكها بسياسة عهد ترامب التي صنفت كوبا على أنها «دولة راعية للإرهاب»، متجاهلة التزاماتها السابقة بمراجعة هذا القرار واحتمال إلغائه. وبحسب تقرير نشره موقع «ذا إنترسيبت»، فقد أدى هذا الإعلان، الذي تم في جلسة إعلامية مغلقة مع مسؤول وزارة الخارجية إريك جاكوبشتاين، إلى ارتباك في الكونغرس، خاصة في ظل الأزمة المستمرة للمهاجرين القادمين من كوبا. وكان أضاف ترامب قبل ترك منصبه في يناير/ كانون الثاني 2021 كوبا إلى قائمة الدول التي تعتبر «داعمة للإرهاب»، مُلغياً بذلك قرار إدارة أوباما في عام 2015 الذي اعتبر بأن التصنيف لم يعد له ما يبرره.

ورغم تعهد إدارة بايدن أمام الكونغرس بالشروع في عملية إلغاء قرار ترامب، الأمر الذي يستغرق على الأقل ستة أشهر وفقًا للقانون، فقد كشف المسؤولون خلال الجلسة الإعلامية أنهم لم يبدأوا بهذه العملية، ما أدى إلى إدراك أن شطب كوبا من القائمة قد لا يحدث قبل منتصف عام 2024 على أقرب تقدير.

وقد رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، تأكيد، أو نفي الشروع في عملية إلغاء قرار ترامب، مشدداً على إحجام الوزارة عن مناقشة الأمور المتعلقة بأي حالة تصنيف.

ويسلط هذا الرفض لإعادة النظر في وضع كوبا الضوء على تخلي الإدارة الحالية عن الجهود التي بذلتها إدارة أوباما لتطبيع العلاقات مع كوبا، وهو ما يمثل تغييراً جوهرياً في السياسة الخارجية الحالية.

وأضاف التقرير، أن الأساس المنطقي وراء قرار إدارة ترامب بإعادة تصنيف كوبا كراعية للإرهاب كان مرتبطاً بشكل كبير باستضافة الدولة لممثلين عن الجماعات التي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية، وهي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، وجيش التحرير الوطني (اي إل إن).

ومع ذلك، في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أكد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، بالاشتراك مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن كولومبيا، بالتعاون مع إدارة أوباما، طلبت مشاركة كوبا في محادثات السلام مع هذه الجماعات، ما ألقى الشكوك على أساس قرار إدارة ترامب، وبالتالي الحاجة لضرورة تصحيحه.

وقد أدت الآثار المترتبة على الإبقاء على تصنيف كوبا كمنظمة إرهابية إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية للبلاد، وساهمت في زيادة عدد المهاجرين الكوبيين الذين يصلون إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

ومع فرار ما يقرب من 425 ألف كوبي إلى الولايات المتحدة في عامي 2022 و2023، أصبح هناك قلق متزايد من أن النهج المتشدد تجاه كوبا يؤدي إلى تفاقم أزمة الهجرة بدلاً من معالجة أسبابها الجذرية. ولا تزال التوقعات بحدوث تحول في السياسة تجاه كوبا، تغذيها التعهدات غير الواضحة بين الرئيس بايدن والمشرعين، غير متحققة بالشكل المطلوب، ما يترك سحابة من عدم اليقين بشأن العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة وكوبا.

وتشهد كوبا هجرة جماعية بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية التي تفاقمت جرّاء تأثير وباء «كوفيد 19» ما دفع العديد من الكوبيين إلى الشعور بأنه ليس لديهم خيار سوى مغادرة بلادهم للبحث عن فرصٍ أفضل في الخارج. ويهاجر الكوبيون الشباب، خصوصاً الشباب الذين يمتلكون مهارات مميزة، بأعداد كبيرة.

ووصل مئات الآلاف من الكوبيين إلى الولايات المتحدة، عن طريق البر عبر حدود المكسيك، وعن طريق البحر أيضاً. وتقول وحدة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، إن عدد الكوبيين الذين دخلوا البلاد قفز من 39000 في عام 2021 إلى 224000 في عام 2022.

ولا توجد إحصاءات دقيقة للعام الجاري.

(وكالات )

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45a8n2jv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"